لصالح من يسعى ميارة لإضعاف قيادة حزب الإستقلال؟
يقوم النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين والقيادي في حزب الاستقلال بتحركات غير مسبوقة لإضعاف قيادة حزبه وأمينه العام نزار بركة خصوصا في ظل الحديث عن خدمته لأجندة خاصة لحمدي ولد الرشيد، بعضها أكثر إثارة بحيث تفيد مصادر إستقلالية وجود صفقة مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش من أجل استبدال قيادة “الميزان” بقيادة جديدة تسايره في قراراته الحكومية.
ورجحت مصادر من داخل حزب الإستقلال أن يكون النعم ميارة مجرد، أرنب سباق هدفه الرئيسي هو إضعاف نزار بركة في التوازنات داخل الحكومة لاسيما أن المغرب يعيش أزمة غلاء قاسية مرجحة للارتفاع بسبب ضعف رؤية رئيس الحكومة تجاه مسألة المحروقات تحديدا.
وأشارت ذات المصادر إلى أن التخوفات أصبحت جدية فعلا بشأن تحركات النعم ميارة الذي أصبح طموحه أكبر فأكبر، وأنها تخوفات مشروعة في حال بسط ولد الرشيد السيطرة الكاملة على المجلس الوطني لحزب الاستقلال، بتعديل القانون الأساسي للحزب، المقرر في المؤتمر الاستثنائي وهو ما سيمكنه من استصدار أي قرار يريد داخل “برلمان الحزب” بما فيها قرار الخروج من الحكومة، والذي سيدخل نزار بركة في إخلال بميزان القوى، مما قد يعجل برحيله واستبداله بميارة الذي له صداقة خاصة مع أخنوش ظهرت في عدة مناسبات من بينها انتقادات ميارة كنقابي لاحتجاجات الأطر الموظفة بواسطة آلية التعاقد.
وكشفت مصادر إستقلالية وجود صفقة خفية بين ميارة وأخنوش لإزاحة نزار بركة من رئاسة الحزب وبذلك من الحكومة ككل معتبرة أن أول هذه المؤشرات هي أن بركة كان وزيرا للمالية في حكومة بنكيران الأولى، وقبلها وزيرا للشؤون الإقتصادية والعامة، وأنه على دراية مفصلة بقواعد ومعطيات تدبير ملف المحروقات والمقاصة والأرباح وغيرها مما يجعل أخنوش عاريا أمامه في اجتماع بهذا الخصوص.
وأردفت المصادر نفسها أن تقرب ميارة من أخنوش يصب في خانة بحث رئيس الحكومة عن خلفاء ووزراء وتيارات سياسية، للدفاع عنه أمام تهجمات الخصوم السياسية، وتحديدا حزب العدالة والتنمية وقائده عبد الإله بنكيران ورواد شبكات التواصل الإجتماعي المنتقدين لأزمة الغلاء وشن حروب عليهم بالوكالة، كما كان يفعل بعض قيادات الإتحاد الاشتراكي، الشيء لا يمكن لنزار بركة أن يقبل به حسب المصادر.
تزيد المصادر ذاتها الموضوع تعقيدا عندما أثارت وجود نية مسبقة لإزاحة بركة ووزراء الاستقلال الذين اقترحهم، من المشهد الإعلامي، مشيرة إلى زيارة أخنوش القطب صناعة الطائرات بالنواصر بدون مرافقة وزير الصناعة الإستقلالي رياض مزور.
وشككت المصادر نفسها في تحركات النعم ميارة سواء تجاه نزار بركة أو في علاقته مع عزيز أخنوش لاستبدال نزار في الحكومة بشخص آخر بعدإضعاف قيادته للحزب، مؤكدة أن التحالف الحكومي سيدخل دوامة من الصراع مع حزب الاستقلال بعد التعديلات التي ستطرأ على القانون الأساسي للحزب في حال نجح تيارة ميارة/ ولد الرشيد في فرضها، وقد يسعون لطلب تغيير وزراء حزب الاستقلال أو الانسحاب من التحالف، دون أن تُعرف على وجه التحديد درجات هذا المخطط، الذي يبدو أن الأيام المقبلة ستكون أكثر إثارة وأكثر كشفا لأسرار أكثر حساسية.