تكريم فاعلين بيئيين ساهما لأكثر من ربع قرن من أجل الحفاظ على البيئة والدفاع عن الحق في إطار عيش سليم بالقنيطرة
في إطار إذكاء ثقافة الاعتراف كقيمة مجتمعية لدينا وتسليط الضوء على فعاليات مدنية قدمت الكثير من وقتها ومجهوداتها ولسنوات طويلة من أجل الحفاظ على كوكبنا الجميل الأرض للأجيال القادمة وضمان إطار عيش سليم، تنظم جمعية الغرب للمحافظة على البيئة وبتعاون مع فعاليات فدرالية الجمعيات بالقنيطرة وبدعم من المديرية الإقليمية للثقافة بالقنيطرة، حفل تكريم المناضلين البيئيين بامتياز بمدينة القنيطرة السيدة عذبة ماشان وحرمها المهندس الزراعي السيد مصطفى الزراولي.
ولقد اختارت الجمعية المنظمة لهذا الحفل التكريمي لهاذين المناضلين البيئين والذي ستحتضن فعالياته قاعة المديرية الإقليمية للثقافة بالقنيطرة يوم الاثنين 16 أكتوبر 2023 شعار: ” أكثر من ربع قرن في سبيل الحفاظ على البيئة والدفاع عن الحق في إطار عيش سليم بالقنيطرة ”
هذا ويتضمن برنامج الحفل التكريمي شريطا توثيقيا لمساري المناضلين البيئيين السيدة عذبة ماشان والسيد مصطفى الزراولي وشهادات لبعض الفعاليات المدنية بالقنيطرة تتخللها وصلات فنية من العيطة الجبلية قبل أن تختم هذه التظاهرة بتقديم هدايا رمزية للمحتفى بهما.
وللإشارة فيعتبر المكرمان السيدة عذبة ماشان والسيد مصطفى الزراولي من مؤسسي جمعية الغرب للمحافظة على البيئة إحدى أولى الجمعيات البيئية التي رأت النور بمدينة القنيطرة منذ سنة 1997 وناضلت لأكثر من ربع قرن من أجل الحفاظ على كوكبنا الجميل الأرض بإثارة العديد من الإشكاليات البيئية التي تعرفها مدينة القنيطرة ومنطقة الغرب وكذا تلك ذات البعد العالمي وذلك من قبيل التنوع البيولوجي، تدبير النفايات الصلبة والنفايات الاستشفائية، الحفاظ على الموارد المائية والتدبير المندمج للساحل، الحفاظ على أشجار مدينة القنيطرة، الحفاظ على المناطق الرطبة، إشكالية الغبار الأسود بمدينة القنيطرة، …
ويمثل المناضلان البيئيان المنحدران من مدينة تطوان إلى جانب ابنتهما رانيا وابنهما غسان العائلة البيئية بامتياز وبكل ما لهذا المفهوم من معنى بحيث حرصا مناضلانا على غرس قيم الحفاظ على البيئة والروح المواطنة الحقة لدى أبنائهما وذلك بإشراكهما منذ نعومة أظافرهما في أنشطة جمعية الغرب للمحافظة على البيئة والتي مع مرور الوقت أصبحت عائلة كبيرة ضمت الآباء والأولاد همهم الوحيد السعي إلى ضمان غد أفضل ومستدام للأجيال القادمة على كوكبنا الجميل الأرض.
مهنيا كانت السيدة عذبة ماشان تشرف على محل مختص في صناعة الأسنان لسنوات عديدة بينما السيد مصطفى الزراولي فهو مهندس زراعي خريج معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وقد التحق بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالمغرب حيث أشرف على تسيير مختبر تحليل الماء والتربة لسنوات عديدة.
ولقد ﹸعرف المهندس الزراعي مصطفى الزراولي بانضباطه وبروح المسؤولية العالية لديه وتفانيه في أداء واجبه المهني بشهادة كل من عمل إلى جانبه وذلك قبل تقاعده مؤخرا.
ولقد كان للمناضلين البيئين المكرمين عطاء كبير وحضور دائم في جميع أنشطة جمعية الغرب للمحافظة على البيئة بحيث سهرا منذ سنة 1999 ولسنوات طويلة على تنفيذ وتتبع البرامج السنوية للأندية البيئية التي تم إحداثها على مستوى 4 مؤسسات تعليمية بمدينة القنيطرة في إطار اتفاقية شراكة بين جمعية الغرب للمحافظة على البيئة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني حسن وذلك في إطار التربية البيئية.
كما كانت لهما أدوار أساسية في تأطير ومواكبة التجربة الرائدة داخل العائلة الكبيرة لجمعية الغرب للمحافظة على البيئة والمتمثلة في AGPE JUNIOR وهي فصيل شباب الجمعية والذي سهر على تنظيم ولسنوات عديدة مجموعة من التظاهرات المتفردة التي كان لها صدى ووقعا كبيرين لدى شباب مدينة القنيطرة.
كما كان للسيد مصطفى الزراولي مبادرات متميزة داخل الجمعية لعل أهمها تظاهرة “تخنقت”
والتي أثارت من خلالها جمعية الغرب للمحافظة على البيئة للرأي العام القنيطري والوطني ظاهرة الغبار الأسود بالمدينة.
إلى جانب ذلك كان السيد مصطفى الزراولي صاحب الفكرة المتفردة بإنشاء أكبر منصة لطيور اللقلاق على ضفتي نهر سبو على مستوى مدينة القنيطرة.
هذا وإضافة إلى إسهامهما الميداني في تأطير عملية جرد أنواع الأشجار المتواجدة بمدينة القنيطرة والسهر على إعداد مرجع هام حولها تحت اسم “أشجار مدينتي”، فقد أسهم مناضلانا البيئيان كذلك في تنظيم وتأطير الأيام البيئية التي دأبت جمعية الغرب للمحافظة على البيئة على تنظيمها تخليدا لليوم العالمي للبيئة وذلك لسنوات عديدة وذلك إلى جانب مساهماتهما في فعاليات قمة المناخ كوب 22 التي احتضنتها مدينة مراكش شهر نونبر 2016.
ولقد كان كذلك للسيدة عذبة ماشان والسيد مصطفى الزراولي عطاءات ومساهمات مهمة في إطار نادي السينمائي بالقنيطرة وكذا على مستوى فدرالية الجمعيات بالقنيطرة والتي تشكلت بصفة رسمية بعد إنشاء شبكة الجمعيات الفاعلة بالقنيطرة سنة 2003.
ورغم تقاعد السيد مصطفى الزراولي عن العمل بعد سنوات من العطاء والجد والمثابرة، عاد هذا الأخير برفقة زوجته السيدة عذبة ماشان إلى مدينة النشأة تطوان حيث استقرا بها، ولم يثنياهما ذلك عن الاستمرار في المشاركة في الحياة الجمعوية هنالك وذلك باستثمار كل ما راكماه من تجارب جمعوية ووضعها رهن إشارة الجمعيات المحلية التي تنشط بمدينة تطوان وبمنطقة الشمال عامة.
