أخبار

الرباط: تطاحنات سياسية تبتغي هدر الزمن السياسي والتنموي وتأخير فرص الإستثمار بمدينة الأنوار

لا يختلف إثنان على أن العاصمة المغربية الرباط إنتقلت بسرعة قصوى في السنوات الأخيرة من مدينة إدارية هادئة إلى مدينة تنبض بمشاريع حيوية وبنيات تحتية عالية الجودة على خطى العواصم العالمية بعدما غير برنامج تنمية الرباط الذي أطلقه الملك المغربي محمد السادس تحت شعار “الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية” وجه المدينة وبدأت ثماره تظهر في البنيات الثقافية والتحتية والمعالم التاريخية والحضارية.

لكن بعد مضي سنتين من إنتخاب أعضاء المجلس الجماعي والمكتب المسير بجماعة الرباط، التي تُسير بتحالف سياسي ثلاثي يضم حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة، برئاسة التجمع الوطني للأحرار، هذا التحالف الذي كان يعرف نوعا من الإستقرار خلال بداية المرحلة، لكن سرعان ما تحولت هذه الهدنة إلى صراعات وتطاحنات بين عمدة الرباط وأغلبيتها ومعارضتها ودخلوا في دوامة من التناطحات السياسوية الفارغة، بفِعل تمادي مسلسل العبث والممارسات اللامسؤولة الأمر الذي أثار غضبا واسعا وشعورا بالقلق والإحباط لدى ساكنة الرباط التي سئمت هذه الصراعات الجوفاء التي تسير عن بعد من قبل اعداء النجاح وجيوب المقاومة، لأسباب باتت مكشوفة لدى الرأي العام، فحينما نتابع ونقرأ عبر أعمدة الصحافة أن سبب الصراع مرده “العجرفة العنترة، التسيير الإنفرادي، وما سماه البعض بالإستبداد وما إلى ذلك لعمدة الرباط اسماء اغلالو، بل ذهب البعض إلى إنتقاد مظهرها ولباسها والماركة التي ترتديها” فإن في حقيقة الأمر هذا يبعث على القرف والإشمئزاز، لأن هذه الإنتقادات لا تصب في جوهر التسيير والتدبير الرشيد والحكيم.

فكنا ننتظر أن يقدم لنا التحالف الثلاثي المسير للجماعة ملفات حقيقية وملموسة تعكس بالملموس سوء التسيير والتدبير والإختلالات الإدارية والمالية لعمدة الرباط، لا أن يرددوا على مسامعنا شعارات فضفاضة لا يقبلها العقل ولا المنطق لأن سكان العاصمة كان يعقدون آمالا كبيرة على مكونات المجلس الحالي الذي يقوده حزب الحمامة صاحب شعار “تستاهل أحسن”.

المهتم بتدبير الشأن المحلي سيكتشف أن اللعب بـ”بعض المصطلحات والمفردات” للبعض من خارج الدائرة التدبيرية والتسييرية، زاد من حدة الصراعات بين العمدة وفرق الأغلبية والمعارضة داخل جماعة الرباط، خاصة بعدما بات التراشق بالتهم وغيرها من الممارسات الدخيلة على التدبير الجماعي الأمثل، الذي يرتكز على العمل التشاركي وإعداد وتحضير ملفات تهم إنتظارات وإحتياجات ساكنة الرباط للترافع عليها على مستوى القطاعات الوزارية بغرض جلب إعتمادات إضافية من أجل تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية التي لازالت تفتقر إليها أحياء العاصمة، وأن لاتبق الصراعات الدائرة في جماعة الرباط في تبادل التهم وشيطنة عمل عمدة الرباط من خلال الشعارات الفضفاضة ظاهرها المصلحة الفضلى وباطنها تناطحات سياسوية، وخطابات شعبوية جافة، سيكون ضحيتَها مصالح المواطنات والمواطنين.

مصالح الساكنة الرباطية أضحت مهددة اكثر من اي وقت مضى لأن المستشارين الذين تم إنتخابهم من قبل الساكنة لتمثيلها والدفاع عن مصالحها باتو مشغولين بإسقاط ميزانية الجماعة، كأن الميزانية ملك “لأسماء أغلالو” غير آبهين أن الميزانية وثيقة مالية تخص ساكنة المدينة ومصالح المواطنين الذين وضعوا فيهم الثقة وحملوهم المسؤولية.

وعليه السؤال الذي يطرح نفسه بحدة من وراء هذه المسرحية السخيفة في هذا الوقت بالذات؟ وكيف إجتمع 70 مستشارا بقدرة قادر؟ يفرقهم اكثر ما يجمعهم للإطاحة بميزانية جماعة الرباط، وإقالة العمدة قبل الموعد القانوني الذي يفصلنا عنه حوالي سنة ونصف على الأقل، وحينذاك لكل حادث حديث ، وما هي الخلفية الحقيقة لهذا “البلوكاج” المبكر؟ خصوصا أن العاصمة الرباط تسير بوتيرة تنموية سريعة وذلك بفضل حنكة ورؤية جلالة الملك النيرة، إلى جانب دينامية محمد اليعقوبي والي جهة الرباط سلا القنيطرة، وأن العاصمة تنتظرها إستحقاقات ورهانات دولية كبيرة من قبيل إستضافة كأس إفريقيا للأمم برسم سنة 2025 وتنظيم كأس العالم سنة 2030، وعليه من له المصلحة لفرملة هذه التنمية وزرع الفتنة في صفوف مكونات المجلس الجماعي؟ بكل تأكيد الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة التي تبقى عالقة إلى حين الكشف عن خيوط وملابسة هذه المسرحية السخيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى