أبواب مفتوحة حول الممارسات الزراعية المستدامة والمبتكرة
نظم المركز الجهوي للبحث الزراعي بطنجة، اليوم الخميس أبوابا مفتوحة تحت شعار “الممارسات الزراعية المستدامة والمبتكرة”، بحضور ثلة من الخبراء والباحثين والفاعلين في المجال الفلاحي.
وتهدف هذه التظاهرة إلى إخبار وإبلاغ شركاء المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) ومهنيي القطاع والفاعلين الرئيسيين في مجال التنمية الفلاحية ببرامجه البحثية وتقاسم النتائج العملية القابلة للبلورة مع الفلاحين والمهتمين بهذا المجال الاقتصادي والبيئي الحيوي.
وخلال هذا اليوم استعرض المركز الجهوي للبحث الزراعي أحدث التطورات في مجال تكاثر وتغذية الحيوانات واحتياجاتهم الغذائية، وتحسين تدبير المحاصيل، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتجويد المنتوجات الفلاحية.
وأكد مدير المعهد فوزي بكاوي في كلمة بهذه المناسبة أن هذا اللقاء يندرج في إطار سلسلة من الأيام المفتوحة المنظمة بالمراكز الجهوية للمعهد على المستوى الوطني، على غرار تلك المنعقدة بكل من سطات وبني ملال والقنيطرة، مبرزا أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على البرامج البحثية للمعهد والتقنيات التي قام بتطويرها، وذلك بهدف المساهمة في دعم القدرة التنافسية لقطاع الفلاحة على صعيد الجهات.
وأكد المدير أن المعهد يواكب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في تنفيذ وتنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تسعى الى تحقيق عدة أهداف، لا سيما التحسين المستدام للإنتاجية وضمان جودة المنتجات الفلاحية، وبلورة ما يعرف ب”الزراعة الرقمية” وكذا تحسين جودة التربة ومردودها، مشيرا إلى أن المركز الجهوي للبحث الزراعي يعمل على جوانب متعددة، من قبيل تقنية “الزرع المباشر”، وهي طريقة تهدف إلى تحسين جودة التربة وتجديد خصوبتها والحفاظ على الموارد، والإنتاج الحيواني، والفواكه الحمراء وزراعة الأشجار المثمرة.
من جانبه، أبرز المدير الجهوي للفلاحة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عزيز البلوطي، أن هذا اللقاء يهدف إلى أن يكون فرصة لتبادل نتائج الأبحاث التي قام بها المعهد والمبادرات التي تحققت، القادرة على المساهمة في تنمية الإنتاج الزراعي على المستويين الوطني والجهوي، مؤكدا أن البحوث الزراعية أصبحت إحدى الركائز الأساسية لتحقيق السيادة الغذائية، لا سيما في السياق الحالي الذي يتسم بندرة التساقطات بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري والاستغلال المفرط للمياه الجوفية.
وفي هذا الصدد، أكد أن تحسين المردودية الزراعية يرتبط ارتباطا وثيقا بتطور البحوث الزراعية، داعيا في هذا الصدد المعهد الوطني للبحوث الزراعية إلى مواصلة تطوير ممارسات زراعية جديدة مستدامة ومبتكرة وتقوية مبادراته لضمان السيادة الغذائية وتعزيز الحياد الكربوني في المجال الفلاحي المغربي.
من جانبه، أشار رئيس غرفة الفلاحة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عبد السلام البياري، إلى أن هذا اليوم يشكل مناسبة لتقديم وعرض برامج البحوث العلمية التي أنجزها المعهد الوطني للبحوث الزراعية وتمكين الفلاحين من الاطلاع على النتائج العملية القادرة على تحسين إنتاجهم، مؤكدا رغبة الغرفة في التعاون مع المعهد للمساهمة في التنمية الفلاحية بالمنطقة.
وتميز حفل افتتاح هذه الفعالية بعروض حول وضعية القطاع الفلاحي بجهة الشمال، والنسخة الجهوية لاستراتيجية الجيل الأخضر والمشاريع المنجزة من طرف المركز الجهوي للبحث الزراعي بطنجة، وتوزيع البطاقات التقنية التي تخص الأساليب التي يمكن استخدامها من قبل الفلاحين في عدة قطاعات تخص أنشطتهم الفلاحية، لا سيما ما يهم زراعة الفراولة والتين الشوكي والتريتيكال (triticale).
وتخلل برنامج هذه التظاهرة أيضا زيارة الأجنحة الموضوعاتية المقامة بمحطة التجارب ببوخالف بطنجة، خاصة تلك المخصصة للإنتاج الحيواني والفواكه الحمراء والأشجار المثمرة، وتشجيع الإنتاج الفلاحي، والزرع المباشر للحبوب والبقوليات واستعمالات التكنولوجيا النووية في مجال الفلاحة.
وتمكن هذه الزيارة المشاركين من التعرف على التقنيات التي طورها المعهد الوطني للبحث الزراعي فيما يتعلق بالمواضيع التي تشتغل عليها هذه المؤسسة البحثية.
تجدر الإشارة إلى أن المركز الجهوي للبحث الزراعي بطنجة يتكون من ثلاث وحدات بحثية، ويتوفر على محطات بحث بكل من طنجة والعرائش وبني بوفراح (إقليم الحسيمة). كما يتوفر على بنية تحتية بحثية مهمة تضم 10 مختبرات تخصصية ووحدة استخلاص وتأين كوبالت 60 و فضاءات خاصة بالماشية ووحدة لتثمين الحليب.
من خلال سبعة مشاريع بحثية تتعلق بالتشجير وزراعة الكروم والفواكه الحمراء واللحوم الحمراء والمنتجات المحلية والزراعة الرقمية ونقل الابتكارات.