Adds
أخبار

الصناعة الزراعية في المغرب ومواجهة التغير المناخي: الابتكار كحل مستدام

الرباط: إستثمار

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، يشكل التغير المناخي دافعًا رئيسيًا للابتكار في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية. وفي هذا السياق، نظمت الغرفة التجارية البريطانية في المغرب، يوم 19 مارس 2025، ندوة افتراضية بعنوان “الصناعة الزراعية: هل يمكن للتغير المناخي أن يكون محركًا للابتكار؟”. وقد شارك في هذا اللقاء مجموعة من الخبراء والمسؤولين لمناقشة الحلول المبتكرة لتعزيز استدامة القطاع.

قطاع استراتيجي تحت التهديد

تعد الصناعة الزراعية من الدعائم الاقتصادية الأساسية للمغرب، حيث تضم أكثر من 200,000 شركة، وتوفر 207,000 وظيفة، وتحقق رقم معاملات يبلغ 185 مليار درهم. لكن هذا القطاع يواجه تحديات كبرى نتيجة الجفاف المتكرر، ندرة الموارد المائية، وتذبذب الإنتاج الزراعي، مما يتطلب استراتيجيات جديدة لضمان استمراريته وتنافسيته.

استراتيجيات وتدابير لمواجهة التغير المناخي

1. مبادرات وزارة الصناعة والتجارة

كشف هشام تونسي، رئيس قسم الصناعات ذات الأصل الحيواني بالوزارة، عن إجراءات حكومية تهدف إلى تقليل تأثير التغير المناخي على الصناعات الغذائية، ومنها:

بنك المشاريع الصناعية لدعم التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

برنامج دعم الابتكار الصناعي بميزانية 300 مليون درهم سنويًا حتى 2025، لتمويل 100 مشروع ابتكاري سنويًا.

برنامج “النمو الأخضر” الذي يشجع على كفاءة الطاقة وإعادة تدوير المخلفات الزراعية والاعتماد على الطاقات المتجددة.

آليات تمويل جديدة مثل “ميثاق الاستثمار” وGreen Invest، لدعم التحول المستدام في الصناعة الزراعية.

2. البحث العلمي من أجل زراعة مستدامة

من جانبها قدمت إيمان ثامي العلمي، رئيسة قسم البحث العلمي بالمعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، أحدث الجهود البحثية لمواجهة التغيرات المناخية، مثل:

تطوير أصناف زراعية مقاومة للجفاف.

تحسين تقنيات الري واستغلال محاصيل بديلة مثل الكينوا، الخروب والفستق.

تعزيز الاستخدام المستدام للأسمدة الحيوية بدلًا من المدخلات الكيميائية، من خلال البكتيريا المفيدة والفطريات التكافلية.

3. حلول ذكية لإدارة المياه والزراعة الرقمية

كما استعرض زهير مويله، مدير التنسيق الزراعي بشركة كوسومار، الجهود المبذولة لتقليل استهلاك المياه في زراعة قصب السكر والبنجر، والتي تشمل:

تعميم الري بالتنقيط لتخفيض الاستهلاك المائي.

استخدام تقنيات الزراعة الذكية، مثل المجسات الرقمية وصور الأقمار الصناعية، لمتابعة رطوبة التربة وضبط الري بدقة.

إطلاق برنامج ATTAISSIR، وهو نظام رقمي لإدارة المدخلات الزراعية والخدمات المقدمة للفلاحين.

4. التمويل الأخضر: رافعة أساسية للتحول المستدام

وفي ذات السياق أكد عبدالجبار بوروا، المدير المركزي للتمويل الأخضر في بنك القرض الفلاحي بالمغرب، على أهمية الحلول التمويلية لدعم استدامة القطاع، من بينها:

ISTIDAMA: برنامج لمساعدة المزارع على خفض انبعاثات الكربون

SAQI Solaire وSAQI Optimisé : دعم مشاريع الري بالطاقة الشمسية وكفاءة استخدام المياه

برنامج TFC (تحويل النظام المالي لمواجهة المناخ)، الذي يركز على تمويل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتعزيز الأمن الغذائي.

5. الابتكار التكنولوجي في خدمة الزراعة

سلط أمين زروق، رئيس مؤسسة Green Open Lab، الضوء على أهمية التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الإنتاج الزراعي وتقليل التأثير البيئي، عبر:

ARWA Smart Irrigation : تقنية مغربية 100% لضبط الري تلقائيًا وفق الظروف المناخية

توظيف الذكاء الاصطناعي والمجسات الذكية لتحسين إدارة المزارع.

دعم رواد الأعمال من خلال مسابقة Green Open Challenge، التي تمكّن الشباب من تطوير حلول مبتكرة للقطاع الزراعي.

نحو صناعة زراعية مغربية تنافسية ومستدامة

خلصت الندوة إلى أن التكنولوجيا، السياسات الداعمة، والتمويل الأخضر هي العوامل الأساسية لتحول الصناعة الزراعية نحو الاستدامة. كما شدد الخبراء على ضرورة التعاون بين الفاعلين في القطاع لضمان تحديث زراعي شامل وفعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى