بنلياس: التعيينات الملكية الجديدة: دينامية جديدة لتعزيز المؤسسات الدستورية وحماية حقوق الإنسان
الرباط: إدريس بنمسعود
أكد الأستاذ عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي وعضو فريق البحث في الأداء السياسي والمؤسساتي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن التعيينات الملكية الأخيرة على رأس عدد من المؤسسات الدستورية تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تجديد دينامية هذه المؤسسات وتعزيز أدوارها الدستورية والسياسية والاجتماعية.
وأشار بنلياس إلى أن تثبيت السيدة أمينة بوعياش على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان يؤكد رضا المؤسسة الملكية عن أدائها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان. كما أن تعيين السيد الحبيب بلكوش على رأس المندوبية السامية لحقوق الإنسان يعكس اختيار شخصية حقوقية متمرسة، قادرة على تعزيز المقاربة الحقوقية في السياسات العمومية وضمان تكاملها مع مختلف القطاعات الحكومية، وهو ما سيساهم في تقوية الحماية الحقوقية وتحقيق فعالية أكبر في هذا المجال.
وأوضح بنلياس أن تعيين مسؤولين جدد على رأس مؤسستين دستوريتين معنيتين بحقوق الإنسان يعكس التزام المغرب الراسخ بتعزيز هذه الحقوق وحمايتها. وهو ما يفرض مضاعفة الجهود لمواجهة أي انتهاكات قد تطال حقوق المواطنين، سواء في علاقتهم بالسلطات العامة أو في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مثل تداعيات التضخم وانعكاساته على الحقوق الأساسية، فضلًا عن ضمان احترام حقوق الإنسان خلال عمليات نزع الملكية وهدم البنايات العشوائية في إطار التحضيرات لاستضافة كأس العالم.
وفي سياق آخر، أكد الأستاذ بنلياس أن تعيين الأستاذة رحمة بورقية خلفًا للحبيب المالكي على رأس المجلس الأعلى للتربية والتكوين يشير إلى الأهمية الاستراتيجية لقطاع التربية والتكوين في التنمية البشرية.
وأوضح أن هذه المؤسسة مطالبة اليوم بلعب دور محوري في تقييم الإصلاحات السابقة، وضمان توافقها مع توجهات النموذج التنموي الجديد، خاصة في ظل استمرار التحديات الهيكلية التي تواجه المنظومة التربوية على المستويين البيداغوجي والتدبيري.
وتعكس هذه التعيينات الملكية حرص جلالة الملك محمد السادس على ضمان كفاءة وفعالية المؤسسات الدستورية، من خلال اختيار شخصيات ذات خبرة ومسار حافل، قادرة على مواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب على مختلف الأصعدة.