الرباط: ريم بنكرة
أعلنت الوكالة الوطنية للموانئ (ANP) عن تحقيق نمو ملحوظ في إيراداتها وأرباحها لعام 2024، حيث سجلت 3.1 مليار درهم من المعاملات، بزيادة 11.9% مقارنة بعام 2023. كما قفز صافي الربح المدمج بنسبة 156% ليصل إلى 420 مليون درهم، في مؤشر على تحسن الأداء المالي. لكن هل يعكس هذا النمو استدامة اقتصادية حقيقية أم مجرد ظرفية مرتبطة بعوامل مؤقتة؟
تحليل الأرقام.. بين الصعود والاستدامة
يعود هذا الارتفاع بالأساس إلى زيادة حركة الصادرات والواردات، حيث سجلت الموانئ التي تديرها الوكالة نمواً بنسبة 13% في حجم البضائع، ليصل إلى 99.9 مليون طن، مدفوعاً بتوسع صادرات الفوسفاط (+48.4%) واستيراد الكبريت (+26%)، إضافة إلى ارتفاع حركة الحاويات (+15%)، والحبوب (+14.2%).
ورغم هذه الأرقام الإيجابية، فإن استمرار هذا النمو مرهون بعوامل مثل استقرار الأسواق العالمية، تطورات الطلب على الفوسفاط، ومدى قدرة المغرب على تعزيز استثماراته في البنية التحتية المينائية لمواكبة التوسع التجاري.
تحديات مستقبلية رغم الأداء القوي
رغم التحسن الملحوظ في الإيرادات، تواجه الوكالة تحديات تتعلق بـ:
الاستدامة المالية: هل يمكن الحفاظ على هذه المعدلات المرتفعة مستقبلاً، أم أن بعض العوامل، مثل ارتفاع أسعار المواد الأولية عالمياً، قد تؤثر على الأرباح؟
التنافسية الإقليمية: في ظل نمو الموانئ الإفريقية والمتوسطية، هل ستتمكن الوكالة من الحفاظ على جاذبيتها للاستثمارات والشحن البحري؟
التكيف مع التحولات الرقمية: رغم ارتفاع إيرادات منصة PORTNET بنسبة 6%، يبقى السؤال: هل استثمارات الرقمنة كافية لمواكبة التحولات في مجال اللوجستيك العالمي؟
نجاح مالي لكن بمؤشرات مفتوحة
إن النتائج المالية الإيجابية للوكالة الوطنية للموانئ تعكس تحسناً ملموساً في الأداء، لكنها تضع أمامها تحديات مستقبلية تتطلب رؤية استراتيجية متكاملة لضمان استدامة هذا النمو، بعيداً عن التأثيرات الظرفية للأسواق العالمية. فهل ستتمكن الوكالة من مواصلة هذا الزخم، أم أن العوامل الخارجية ستعيد التوازن إلى معدلات أكثر تحفظاً في السنوات المقبلة؟