Adds
أخبارالرئيسية

الخميسات.. مدينة التسيب أم استثناء في كل شيء؟

الرباط: إدريس بنمسعود

مع تعيين عبد اللطيف النحلي على رأس عمالة إقليم الخميسات، تترقب الساكنة انطلاقة حملة تحرير الملك العام بعد عطلة عيد الفطر. لكن، هل ستكون هذه الحملة مجرد “زوبعة في فنجان” كما حدث في محاولات سابقة؟

الخميسات المدينة التي تبدو وكأنها خارج حسابات التنمية الحضرية، تعيش حالة من الفوضى غير المسبوقة، حيث تحولت الأرصفة والطرقات إلى امتداد غير قانوني للمقاهي والمحلات التجارية، فيما تغزو العربات العشوائية الشوارع، في مشهد يجسد غياب سلطة القانون.

بينما تسعى مدن مغربية أخرى إلى تحسين صورتها استعداداً لاستقبال الأحداث الرياضية الكبرى، تطرح علامة استفهام كبيرة حول وضعية الخميسات: هل هي مستثناة من هذه الجهود؟ وهل ستنجح السلطات في فرض النظام هذه المرة، أم أن الأمر لا يعدو كونه حملة موسمية سرعان ما تتلاشى؟

الساكنة تنتظر بترقب بين أمل في إعادة النظام وخشية من أن يكون مصير هذه الحملة كسابقاتها: وعود براقة دون نتائج ملموسة. فهل تكون هذه الحملة بداية عهد جديد، أم مجرد مسرحية أخرى في فصول الفوضى المستمرة؟

إن نجاح هذه الحملة سيعتمد على مدى جدية السلطات وباقي المتدخلين من مجلس جماعي وسلطات أمنية في التنفيذ والاستمرارية، وليس فقط على اتخاذ قرارات آنية تنتهي بمرور العاصفة.

فالتجارب السابقة أثبتت أن تحرير الملك العام لا يمكن أن يكون مجرد حملة موسمية، بل يتطلب استراتيجية محكمة تقوم على المتابعة الصارمة وتطبيق القانون دون انتقائية أو تهاون.

الساكنة لا تريد حلولاً ترقيعية، بل تتطلع إلى إجراءات حقيقية تُنهي الفوضى المستشرية في شوارع المدينة، بدءًا من تحرير الأرصفة من الاحتلال غير القانوني بشارعي إبن سيناء والزرقطوني، مرورًا بتنظيم الباعة المتجولين بشكل يراعي حقوقهم وحقوق المارة، وصولًا إلى ضبط توسعات المقاهي والمتاجر التي حولت الفضاء العام إلى أملاك خاصة.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الحملة هو إيجاد التوازن بين فرض النظام وحماية الفئات الهشة التي تعتمد على الاقتصاد غير المهيكل. فبينما ينادي البعض بالحزم في تطبيق القانون، يحذر آخرون من أن هذه التدخلات قد تزيد من معاناة شريحة واسعة من المواطنين الذين يكسبون قوت يومهم من هذه الأنشطة العشوائية.

فهل ستنجح الخميسات أخيرًا في الخروج من دوامة الفوضى والتسيب، أم ستظل مدينة “الاستثناء” في كل شيء، حتى في غياب سلطة القانون؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مدى جدية هذه الحملة، وهل ستكون خطوة نحو إعادة الاعتبار للمدينة أم مجرد فصل جديد في مسلسل الفوضى المستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى