أخنوش في مرمى النيران: هل تعجّل أخطاؤه السياسية برحيله في إستحقاقات 2026؟
الرباط: إدريس بنمسعود
منذ توليه رئاسة الحكومة، واجه عزيز أخنوش تحديات كبرى، لكن بعض قراراته أثارت موجات من الجدل قد تكون لها تداعيات خطيرة على مستقبله السياسي خلال استحقاقات 2026. بين أزمة المحروقات، والاستفادة من صفقة التطهير السائل، والدعم المخصص لاقتناء المواشي، تطرح تساؤلات مشروعة حول إدارة الرجل للمشهد السياسي والاقتصادي في المغرب.
1- ملف المحروقات: أزمة ثقة في سوق متقلب
يُعد ملف المحروقات أحد أبرز القضايا التي أثرت سلباً على صورة أخنوش، نظراً لارتباطه المباشر بالقطاع.
وهو ما كان أظهره تقرير مجلس المنافسة المتعلق بتتبع تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع شركات المحروقات في وقت سابق، التي توزع الغازوال والبنزين بالجملة، أن رقم معاملات هذه الشركات التسع قد بلغ 18,94 مليار درهم خلال الربع الثاني من سنة 2024، بزيادة تقدر بنحو 2,8% مقارنة بنفس
ارتفعت أسعار الوقود بشكل غير مسبوق، بينما ظل المواطن يعاني من تداعيات الغلاء. في ظل هذه الأزمة، اتُّهمت الحكومة بالتقاعس عن اتخاذ تدابير حقيقية لحماية المستهلك، مما عزز الشكوك حول تضارب المصالح وغياب الشفافية.
2- صفقة التطهير السائل بالدار البيضاء: تضارب المصالح يطفو إلى السطح
إحدى القضايا التي أثارت الجدل مؤخراً هي استفادة شركة تابعة لهولدينغ رئيس الحكومة عزيز أخنوش بصفقة التطهير السائل بالدار البيضاء.
هذا النوع من الصفقات يسلط الضوء على إشكالية الجمع بين السلطة والمصالح الاقتصادية، مما يضعف ثقة المواطنين في نزاهة التدبير الحكومي. إذا ثبتت الشبهات حول هذه الصفقة، فقد يكون لها أثر سلبي على رصيد أخنوش السياسي.
3- دعم المواشي: مليارات تُصرف والمواطن يعاني
خصصت الحكومة دعماً بقيمة مليار و300 مليون درهم لمربي المواشي، في خطوة وُصفت بأنها غير مدروسة. في وقت يكافح المواطنون مع ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، اعتُبر هذا القرار انحيازاً لفئات معينة دون تحقيق استفادة واضحة للطبقات الأكثر هشاشة. هذا الملف قد يفاقم الغضب الشعبي، ويضع علامات استفهام حول أولويات الحكومة.
2026.. هل تكون نهاية حقبة أخنوش؟
مع تراكم الأخطاء والاحتقان الاجتماعي المتزايد، يبدو أن 2026 قد تكون محطة حاسمة في مسار عزيز أخنوش السياسي. ما لم يتم تصحيح المسار ومعالجة هذه القضايا بشفافية ومسؤولية، فإن الثمن السياسي قد يكون باهظاً، وربما يؤدي إلى نهاية مبكرة لحلم الهيمنة على المشهد الحكومي.