“جيل جديد من الولاة والعمال: تعيينات جزئية شابة ومؤهلة لتعزيز الإدارة الترابية”
الرباط: إدريس بنمسعود
في إطار السعي المستمر لتحديث وتعزيز كفاءة الإدارة الترابية، يرتقب في الايام القليلة القادمة ان تشهد وزارة الداخلية تعيينات جزئية جديدة لعدد من الولاة في مختلف جهات المملكة. هذه التعيينات، التي تجمع بين الشباب والكفاءة، تأتي في وقت حساس يهدف إلى سد المناصب الشاغرة في العديد من المناطق، بالإضافة إلى تعويض الولاة الذين سيحالون على التقاعد أو الذين سيشغلون مهامًا أخرى داخل المديريات المركزية للوزارة.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الخطوة إلى إحداث ديناميكية جديدة في العمل الإداري الترابي، حيث يتم تعيين شباب ذوي كفاءة عالية من خلال مسارات مهنية أثبتت نجاحها في مختلف المناصب التي شغلوها، سواء على المستوى الجهوي أو المحلي. هذا الجيل الجديد من الولاة، الذي يمتاز بالحيوية والطموح، سيكون له دور محوري في تحقيق المزيد من التنمية المحلية وتعزيز العلاقة بين المواطنين والإدارة الترابية.
من جهة أخرى، يعكس هذا التوجه السياسي والإداري رغبة الحكومة في ضخ دماء جديدة في هياكل الدولة، وتوفير فرص للابتكار في تقديم الخدمات العامة. يتزامن هذا مع استراتيجية أوسع للإصلاح الإداري، والتي تهدف إلى تحسين الأداء الحكومي وتوفير خدمات أكثر قربًا وفعالية للمواطنين.
تلك التعيينات الجزئية لا تقتصر فقط على تعزيز المناصب الشاغرة بل تأتي أيضًا في إطار تعزيز الشفافية والكفاءة في تدبير الشأن العام.
ويأمل المسؤولون أن يسهم الجيل الجديد من الولاة والعمال في دفع عجلة التنمية وتطوير الأداء الحكومي بما يتماشى مع تطلعات المواطنين.
يأتي هذا التعيين في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للمغرب، خاصة مع التحديات المستقبلية التي تنتظره على مختلف الأصعدة. فالمملكة تواجه استحقاقات انتخابية هامة في أفق نهاية 2026، حيث تعد هذه الانتخابات اختبارًا كبيرًا في تعزيز الديمقراطية المحلية والشفافية.
كما أن استجابة الإدارة الترابية لمتطلبات هذه المرحلة ستكون حاسمة في تأمين سير العملية الانتخابية بسلاسة، وضمان نزاهتها وشفافيتها.
إضافة إلى ذلك، فإن المغرب على موعد مع العديد من التظاهرات الرياضية الهامة على المستويين الإفريقي والعالمي. ستستضيف المملكة عدة أحداث رياضية بارزة، مثل كأس أمم إفريقيا وكأس سنة 2025 وكأس العالم 2030، ما يفرض تحديات لوجستية وإدارية كبيرة على مستوى التنظيم والتهيئة. وهنا يأتي دور الجيل الجديد من الولاة، الذين سيشرفون على التنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية والجهوية والمحلية لضمان نجاح هذه الفعاليات الرياضية الكبرى.
تتعزز أهمية هذه التعيينات أيضًا بالنظر إلى الحاجة الملحة لتطوير بنيات تحتية ومرافق تتناسب مع متطلبات العصر. هذه التحديات تتطلب حوكمة مرنة، قادرة على التكيف مع المتغيرات السريعة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وبالإضافة إلى الدور الحيوي الذي سيلعبه العمال والولاة الجدد في تنظيم هذه التظاهرات، فإنهم سيساهمون بشكل مباشر في تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، سواء كانت حكومية، محلية، أو حتى القطاع الخاص، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الإقليمية والدولية.