نَفَسُ الله”… رواية للحقوقي عبد السلام بوطيب تتوغّل في أسئلة الذاكرة والعدالة الانتقالية
ضمن ما يمكن تسميته بـ”أدب العدالة الانتقالية”، حيث تتقاطع الأسئلة الكبرى للإنسان المغربي مع الرباعية الحاسمة: الذاكرة، التاريخ، النسيان، والعفو، صدر حديثًا عن دار النشر النورس العمل الروائي الجديد للكاتب والحقوقي عبد السلام بوطيب، بعنوان “نَفَسُ الله.
وأفاد بوطيب أن الواية متوفرة في مكتبات الرباط والدار البيضاء والجديدة، وأنها سرعان ما أثارت اهتمام عدد من النقاد المغاربة، لما تحمله من جرأة سردية وفكرية، ولقوة اشتغالها على الذاكرة الفردية والجماعية والمشتركة، في علاقتها بأسئلة التاريخ الرسمي، والتاريخ المُساءَل، والكتابة كأداة للمقاومة الرمزية، وأيضًا لما تطرحه من رؤى عميقة حول ممكنات بناء ديمقراطية قائمة على الإنصاف والاعتراف.
وسيتم تقديم الرواية ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، على الساعة السادسة مساءً، في رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهي المؤسسة الوطنية التي جعلت من إشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، جوهرًا لعملها المؤسساتي.
واعتبر بوطيب أن موعد عرض الرواية يمثل فرصةً حقيقية للغوص في خلفيات هذا العمل الأدبي، وفهم الإشكالات التي يثيرها في تقاطعها مع رهانات العدالة الانتقالية، لاسيما تلك المتصلة بصعوبة تدبير التاريخ والذاكرة في مجتمعات عاشت مراحل من القمع أو الطيّ القسري للتاريخ، ومأزق التوازن بين الاعتراف والصفح، الذكرى والنسيان، الجرح والشفاء.
“وأضاف ان نَفَسُ الله” ليست مجرّد رواية، بل تجربة فكرية وسردية مركبة، تتوسل لغة الأدب لتقول ما عجزت عنه تقارير لجان الحقيقة، وتضع القارئ أمام مرآة ذاته وتاريخه، وأمام أسئلته المؤجلة حول معنى المصالحة، وجدوى العفو، وحدود النسيان.
وشدد على أن هذا العمل، بما يحمله من حمولة رمزية وفلسفية وحقوقية، يؤكد مرة أخرى أهمية الأدب كأداة للمساءلة العميقة، وضرورة إشراك الكلمة الحرة في بناء الذاكرة الجماعية وصون كرامة الإنسان.