Adds
أخبار

القطب الفلاحي للغرب يرى النور بجماعة القصيبية: مشروع استراتيجي يعزز دينامية التنمية بإقليم سيدي سليمان

الرباط: إدريس بنمسعود

في خطوة جديدة لتعزيز التنمية وتحقيق العدالة المجالية بالمناطق القروية، شهد مقر عمالة إقليم سيدي سليمان يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، انعقاد اجتماع هام للجنة التقنية المحلية، تحت رئاسة السيد عامل الإقليم، خصص لدراسة والمصادقة على مشروع تصميم تهيئة القطب الفلاحي للغرب، المزمع إحداثه بجماعة القصيبية. ويأتي هذا الاجتماع في سياق تنفيذ التوجهات الاستراتيجية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، التي تروم تعميم التغطية بوثائق التعمير وتعزيز تنافسية المجالات القروية، باعتبارها أحد المحاور الكبرى للنهوض بالتنمية المستدامة بالمملكة.

وقد حضر هذا الاجتماع عدد من المسؤولين والفاعلين المعنيين، من بينهم السيدة مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة–سيدي قاسم–سيدي سليمان، وممثلو المصالح الخارجية، والسلطات المحلية، ومهندسون وتقنيون ومخططو المجال، بالإضافة إلى فاعلين اقتصاديين وممثلين عن المجتمع المدني.

مشروع واعد برؤية طموحة

وفي كلمته التأطيرية شدد السيد عامل إقليم سيدي سليمان على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع الذي يُعد بمثابة رافعة حقيقية للتنمية المحلية، مشيراً إلى أن موقعه الجغرافي المتميز في قلب منطقة الغرب الغنية، والمؤهلات الطبيعية والزراعية التي تزخر بها جماعة القصيبية والإقليم ككل، يمنحانه فرصاً هائلة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي المنشود.

وأشار إلى أن المشروع ينسجم تماماً مع الرؤية الملكية السامية التي تولي عناية خاصة بتنمية العالم القروي، ومع السياسات العمومية الداعمة للاستثمار في المجال الفلاحي خاصة ضمن المخطط الأخضر، ومخطط الجيل الأخضر بما يحقق تنمية مندمجة ومستدامة.

منهجية تشاركية وتخطيط عقلاني

من جهتها، قدمت السيدة مديرة الوكالة الحضرية عرضاً شاملاً حول المشروع مبرزة أن إعداد تصميم التهيئة تم وفق مقاربة تشاركية ومنهجية مهنية، حيث تولت الوكالة الحضرية إنجاز دراسة المشروع اعتماداً على مواردها الذاتية، وباستشارة واسعة مع الشركاء المحليين، وذلك استجابة لطلب تقدم به الفاعلون الترابيون، من أجل تسريع وتيرة إنجاز القطب الفلاحي للغرب، الذي يُعد سابع قطب فلاحي على المستوى الوطني.

وأكدت المسؤولة ذاتها أن هذا المشروع يمثل خطوة مفصلية في مسار التنمية بالإقليم، حيث من المرتقب أن يسهم في خلق دينامية اقتصادية قوية، واستقطاب استثمارات نوعية في مجالات التصنيع الفلاحي، التخزين، التسويق، والخدمات المرتبطة بالقطاع الفلاحي، بالإضافة إلى توفير فرص شغل جديدة لأبناء المنطقة.

تكامل مع المشاريع المهيكلة

ويتقاطع المشروع الجديد مع عدد من المشاريع الكبرى التي يعرفها إقليم سيدي سليمان، وعلى رأسها مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 4، التي تشكل شرياناً محورياً يربط بين قطبي سيدي سليمان وسيدي قاسم من جهة، والطريق السيار طنجة–الدار البيضاء من جهة أخرى، مما سيُسهم في تسهيل ولوج المستثمرين والخدمات اللوجستيكية إلى المنطقة، ويعزز جاذبيتها الاستثمارية.

كما أن إنشاء هذا القطب الفلاحي يأتي في لحظة ديمغرافية دقيقة بالنظر إلى النمو السكاني المضطرد الذي تشهده المنطقة، حسب ما كشفته نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024، وهو ما يستدعي التفكير في مشاريع اقتصادية مهيكلة تلبي حاجيات السكان من حيث الشغل والخدمات والبنية التحتية.

تجسيد لتوجهات تخطيطية استراتيجية

وفي ختام مداخلتها أكدت السيدة مديرة الوكالة الحضرية أن مشروع القطب الفلاحي للغرب ينبثق من التوجهات الكبرى لمخطط التهيئة العمرانية لقطبي سيدي سليمان وسيدي قاسم، والذي أطلقته الوزارة الوصية، ويُوجد حالياً في طور المصادقة. ويقترح هذا المخطط إحداث هذا القطب الفلاحي بجماعة القصيبية، في قلب إقليم سيدي سليمان، بهدف تثمين القدرات الفلاحية وتحقيق تكامل وظيفي وتنموي بين مختلف مناطق الجهة.

يمثل مشروع القطب الفلاحي للغرب بجماعة القصيبية نموذجاً جديداً لتكامل التخطيط الحضري مع التوجهات الفلاحية والتنموية، ويؤكد على أن التنمية الحقيقية تمر عبر استثمار الذكاء المجالي، وتعزيز الشراكات المؤسساتية، وتثمين المؤهلات المحلية. كما يشكل فرصة ثمينة لإقليم سيدي سليمان لفرض نفسه كقطب اقتصادي ناشئ على المستوى الوطني، يجمع بين الأصالة الفلاحية وآفاق التصنيع الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى