Adds
جهات

هل تصبح إفريقيا فاعلاً رقمياً أم تبقى حقل تجارب؟ المغرب يتصدر الترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي

مراكش: إستثمار

هل يمكن فعلاً بناء ذكاء اصطناعي “أخلاقي” في عالم تتسابق فيه القوى الكبرى نحو السيطرة الرقمية؟ وهل لإفريقيا، التي عانت طويلاً من التبعية التقنية، أن تتحول إلى صانع قرار رقمي لا مجرد مستهلك أو حقل تجارب؟ في مداخلة قوية خلال افتتاح معرض “جيتكس إفريقيا – المغرب 2025”، طرح رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، هذه الأسئلة من خلال تبنيه خطاباً يدافع عن سيادة رقمية إفريقية قائمة على القيم، الحقوق، والمصلحة العامة.

ما الذي يميز المقاربة المغربية؟
المغرب لا يكتفي بالشعارات، بل يترجم رؤيته الرقمية إلى مشاريع وهيكلة استراتيجية، أهمها “المغرب الرقمي 2030″، والتي تستند إلى بناء إدارة رقمية منتجة واقتصاد رقمي مولد للثروة. إنها رؤية تضع المواطن في قلب التحول الرقمي، وتفتح آفاقاً جديدة أمام المقاولات الناشئة والاستثمار الأجنبي.

لكن، في ظل واقع عالمي تحكمه شركات تكنولوجيا عملاقة وقوانين غير متكافئة، هل تكفي الاستراتيجيات الوطنية لتأمين مكانة مستقلة لإفريقيا في معادلة الذكاء الاصطناعي؟ وهل ستحظى القارة بالاستثمار اللازم لتكوين الكفاءات وبناء البنية التحتية؟

هل الذكاء الاصطناعي أداة للتحرر أم وجه جديد للهيمنة؟

أخنوش شدد على ضرورة حماية البيانات وكرامة الإنسان في العصر الرقمي، لكنه لم يغفل التحديات الكبرى كالهجمات السيبرانية وتحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة مراقبة أو تهميش. دعوته لأن تكون إفريقيا فاعلاً لا متلقياً تضع تحديات كبرى أمام صناع القرار: هل ستتمكن الدول الإفريقية من توحيد جهودها؟ أم ستظل السياسات الرقمية رهينة للمقاربات القُطرية المحدودة؟

“جيتكس إفريقيا”: منصة أم مرآة؟
يرى المغرب في المعرض واجهة لتلاقح الأفكار وتشكيل تحالفات قارية حول الرقمنة. ولكن يبقى السؤال: هل يتحول “جيتكس” إلى نواة فعلية لمنظومة رقمية إفريقية متكاملة؟ أم أنه مجرد واجهة دولية تنعكس فيها صور الطموح أكثر من الواقع؟

هل تستطيع إفريقيا من خلال النموذج المغربي أن تعيد تعريف علاقتها بالتكنولوجيا؟ وهل نمتلك فعلاً الإمكانيات، الإرادة، والوعي الجماعي لنرسم مستقبلاً رقمياً لا يستنسخ التبعية بل يؤسس للاستقلال؟ أم أن السباق قد بدأ دوننا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى