شراكة مغربية-شيلية تُثمر أول مشروع فلاحي من نوعه بالمغرب: محطة تعبئة الفواكه الحمراء ترى النور ببيوكرى
الرباط: إدريس بنمسعود
في خطوة تعكس الدينامية الجديدة التي يشهدها القطاع الفلاحي المغربي، احتضنت مدينة بيوكرى بإقليم شتوكة آيت باها، يوم الجمعة 11 أبريل 2025، حفل افتتاح محطة تعبئة الفواكه الحمراء التابعة لشركة Magopco، بحضور رسمي تقدّمه سفير جمهورية الشيلي بالمغرب، إلى جانب المديرة العامة للشركة، السيدة سارة محسن كربخال، وممثلين عن السلطات المحلية، وعدد من الفاعلين البارزين في المجال الفلاحي.
ويجسد هذا المشروع ثمرة تعاون استراتيجي بين شركة Agrupa Marca المغربية ومجموعة Agroberries الشيلية، ثاني أكبر موزع ومصدر للفواكه الحمراء عالمياً.
وقد تم تأسيس الشركة المشتركة Magopco في يوليوز 2022، لتُعلن من خلال هذا المشروع عن أول استثمار مباشر لمجموعة Agroberries في القارة الإفريقية، مما يعزز مكانة المغرب كمركز فلاحي واعد على مستوى القارة، وبوابة نحو أسواق دولية جديدة.
في كلمتها خلال حفل الافتتاح أكدت السيدة سارة محسن كربخال أن المشروع يندرج ضمن رؤية تنموية طويلة الأمد، تروم تثمين سلسلة القيمة الفلاحية، وخلق فرص شغل محلية، وتكريس مبادئ الاستدامة والابتكار في إطار شراكة جنوب-جنوب ذات بعد استراتيجي. كما عبّرت عن اعتزازها بانخراط الشركة في جهود دعم التنمية المحلية وتعزيز التنافسية الفلاحية للمنطقة.
وتتميز المحطة الجديدة بتموقعها الاستراتيجي داخل الضيعة المنتجة للتوت الأزرق، ما يُسهم في تقليص الزمن الفاصل بين جني المحصول وتعبئته، مع ضمان أعلى مستويات الجودة والنضارة المطلوبة عالمياً، وهو ما من شأنه تعزيز القدرة التصديرية للمغرب في هذا القطاع الواعد.
من جانبه عبّر سفير جمهورية الشيلي عن اعتزازه بهذا الإنجاز الذي يعكس متانة العلاقات الثنائية بين المغرب والشيلي، ويُجسد مثالاً ناجحاً للتعاون جنوب-جنوب المبني على تبادل الخبرات واستثمار الإمكانيات الفلاحية المتاحة. كما أشاد بالاحترافية العالية للفريق المغربي وبالرؤية الطموحة التي تقود هذا المشروع، معبّراً عن أمله في أن يكون هذا التعاون نواة لسلسلة مشاريع مستقبلية تخدم التنمية المستدامة في المنطقة.
وبهذا الافتتاح، تُبرهن مدينة بيوكرى من جديد على مكانتها كقطب فلاحي صاعد ضمن الخارطة الوطنية، مستفيدة من موقعها الجغرافي ومواردها البشرية، وشراكاتها الدولية الطموحة. كما يؤكد هذا المشروع أن الاستثمار الأجنبي، حين يقترن برؤية تنموية واستراتيجية مندمجة، يمكن أن يتحول إلى رافعة حقيقية لتطوير الاقتصاد المحلي، وتعزيز حضور المغرب في الأسواق العالمية كفاعل فلاحي واعد ومستدام.