
العنف المدرسي يتزايد والأطر التربوية تطلق نداءً عاجلاً للأسر للحد من عنف التلاميذ
الرباط: ريم بنكرة
أطلقت الأطر التربوية والإدارية في المدارس العمومية المغربية نداء عاجلاً موجهًا إلى الأسر، محذرة من تنامي ظاهرة العنف والاستهتار بين التلاميذ. وجاء في النداء أن المدرسة لم تعد قادرة على تحمل الأعباء الإضافية، حيث توسعت مسؤولياتها لتشمل غرس قيم كان من المفترض أن تزرع في المنزل، مثل الاحترام والانضباط والمسؤولية والحد الأدنى من القيم الأخلاقية.
وأشار النداء إلى أن الأطر التربوية تواجه يوميًا حالات متعددة من العنف واللامبالاة وقلة الاحترام، بالإضافة إلى إدمان الهواتف وضعف التركيز والانفلات السلوكي لدى شريحة واسعة من التلاميذ. وأكد أن هذه الظواهر لا يمكن للمدرسة معالجتها بمفردها، بل هي نتاج مباشر لغياب المتابعة الأسرية وضعف الحوار داخل المنازل وترك الأبناء دون توجيه أو محاسبة، إلى جانب انتشار ثقافة التفاهة.
ولم يغفل النداء الإشارة إلى وجود أسر لا تزال تقوم بواجبها التربوي بشكل مميز، حيث يظهر أثر ذلك جليًا في سلوك أبنائهم داخل المدرسة، لكن هذه الفئة أصبحت أقلية في ظل انتشار الإهمال التربوي الأسري والإعلامي والمجتمعي.
من جانبه، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ أن هذا النداء يعكس الواقع الحقيقي في المدارس العمومية، مشيرًا إلى أن الفيدرالية قامت بتعميم النداء عبر قنواتها الرسمية.
كما أشار إلى تنامي ظاهرة العنف والاستهتار بين التلاميذ، ما يستدعي التساؤل حول دور الأسر، معتبرًا أن غياب تفعيل الشراكة مع أولياء التلاميذ في المدرسة المغربية يمثل عقبة رئيسية.
بدوره أكد مدير مؤسسة تعليمية وعضو جمعية مديري التعليم الابتدائي أن الوضع تجاوز الحد المعقول من حيث تصرفات التلاميذ في السنوات الأخيرة، معتبرًا أن المسؤولية تقع على عاتق الأسر في تربية الأبناء بالمنزل قبل الذهاب إلى المدرسة. كما حذر من الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الممارسات، مؤكدًا أن استخدامها بشكل غير سليم ينعكس سلبًا على السلوك التربوي والقيم لدى التلاميذ.





