الرباط:استثمار
دعا المشاركون، في الندوة التي عقدها أمس السبت بالرباط الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالتعاون مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إلى تجديد وتعزيز الحوار الاجتماعي لمواجهة التحديات الجديدة التي يشهدها سوق الشغل.
وقال وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم، في كلمة افتتاح هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع “الحوار الاجتماعي ومسلسل التنمية بالعالم العربي”، إنه لمواجهة التحديات الجديدة في عالم الشغل فقد بات من الضروري تبني منظور جديد للحوار الاجتماعي من أجل مأسسة العلاقة بين كافة الأطرف المعنية، وذلك بهدف المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز الوزير أن العولمة والثورة التكنولوجية والتغيرات المناخية، خاصة في العالم العربي، تعتبر من ضمن العوامل التي تتطلب تجديد إطار وآليات الحوار الاجتماعي.
وسجل، في هذا الصدد، أن هذه التحولات تضع النموذج الاقتصادي الحالي في مواجهة أنواع جديدة من الوساطة والعلاقات بين أرباب العمل والعمال، وكذا أشكال جديدة للعمل، مما يحث على التكيف مع هذه التحولات من خلال الانخراط في حوار اجتماعي متجدد.
من جهته، شدد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، السيد غسان غصن، على أن الحوار الاجتماعي أضحى أكثر فأكثر مصدر انشغال دائم وأولوية للحكومات والنقابات، بالنظر إلى السياق العام الذي يشهده العالم العربي، والذي يتميز بتفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقال إن الحوار البناء وفق مقاربة ثلاثية وتشاركية يمثل آلية فعالة لتحقيق العدالة الاجتماعية والازدهار والاستقرار السياسي.
من جانبه، أبرز الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب السيد عبد الإله الحلوطي أن مأسسة الحوار الاجتماعي يعد آلية للتفاعل مع القضايا الاجتماعية لدى الحكومة وأرباب العمل، مؤكدا أن تجديد هذه الآليات ينبغي أن يكون قادرا على المساهمة في إمكانات التنمية وتعزيز الرأسمال البشري العربي وتحقيق الاندماج والتماسك الاجتماعي.
وذكر السيد الحلوطي، في هذا السياق، بالرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المنتدى البرلماني للعدالة الاجتماعية، الذي نظمه مجلس المستشارين في فبراير 2018 بالرباط، والتي أكد خلالها جلالة الملك على أهمية مأسسة وتجديد الحوار الاجتماعي لمواكبة التنمية التي يشهدها المغرب.
وتوخت هذه الندوة، التي نظمت في إطار زيارة وفد الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مناقشة السبل الكفيلة بتجديد الحوار الاجتماعي لوضعه في خدمة التنمية في البلدان العربية وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة حول التحولات في سوق الشغل.
وقد تمت برمجة خمس جلسات عامة خلال هذا اللقاء تمحورت بالخصوص حول الحوار والتنمية الاجتماعية، وتجارب البلدان العربية والمغرب في هذا المجال، ودور الحوار الاجتماعي في تكريس التنمية البشرية والحماية الاجتماعية.