العصبية عند المراهقين
نجلاء بنمسعود
تشعر المراهقة بأنه لا أحد يفهمها، وكل العالم يقف ضدها، وتبدأ مشاعر الحيرة والحزن بالتفاعل داخلها؛ فتحاول حماية نفسها بالصراخ أو الغضب، ويبدأ الجميع بوصفها بالعصبية؛ فإذا أحسستِ بأن هذا الوصف ينطبق عليك؛ فلا تقلقي؛ فهناك شرح لما يحدث لك، بالإضافة إلى حلول قد تساعدك على إنهاء مشكلتك.
* تقول الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية: من الأسباب التي قد تدفعك إلى العصبية، أنك تريدين لفت الانتباه أو الحصول على مبتغاك؛ فمثلاً تطلبين من أبويك شراء هاتف جديد، ولكنهما يرفضان طلبك؛ فتبدأ نوبة غضبك، وتشعرين بالظلم، وبعدها يستسلم أبواك وينفذان ما تريدينه، وقد يكون السبب أن أبويك لا يستمعان إليك إلا عندما تكونين عصبية، وتبدأين بالصراخ والجدال معهما.
* سبب آخر قد يكون له دور في عصبيتك المتكررة، وهو عدم القدرة على التخطيط وإدارة الوقت، إن من طبيعة المراهقين أنهم يفتقرون إلى مهارة إدارة الوقت، وهدفهم وضع جميع مخططاتهم في يوم واحد قدر الإمكان؛ فالمراهق يريد أن يعيش حياته على أكمل وجه، واغتنام جميع الفرص لفعل ذلك، وإن هذا من الأسباب التي من الممكن أن تسبب توتراً شديداً إن لم يمض اليوم حسب ما هو مخطط له؛ فمثلاً يمكن أن ترغبي بحضور عرض أزياء، أو زيارة صالون تجميل، وإنهاء جميع واجباتك التي يجب تسليمها صباح الغد.
* إن الوصول إلى المثالية أصبح هدفاً شائعاً في الألفية الجديدة لدى الكثير من الناس، وأنت أيتها المراهقة تواجهين الكثير من الضغوطات لتصبحي ذكية وحسنة المظهر، ومتواضعة في الوقت نفسه، وإن هذه الضغوطات قد تأتيك من أهلك أو أصحابك لتحقيق أفضل الأشياء على أكمل وجه وبدون أخطاء، إن الضغط الناجم عن المثالية قد يكون عبئاً كبيراً، وحملاً ثقيلاً؛ مما قد يجعلكِ تنفجرين في نهاية المطاف.
وتشير دكتورة أميرة، إلى أن العصبية إحساس طبيعي، وقد يتعرض له أي شخص في أية مرحلة عمرية، لا تيأسي؛ فهناك حلول للتخفيف من عصبيتك أو التخلص منها.
إن الوعي الذاتي، هو أن تراقبي ما تفكرين به وما تشعرين به، توقفي لوهلة عندما تكونين غاضبة؛ لملاحظة ما تفكرين به وتشعرين به في تلك اللحظة، أما السيطرة على النفس؛ فهي أن تفكري قبل أن تفعلي شيئاً؛ فهذا قد ينقذك ويمنعك عن فعل شيء قد تندمين عليه لاحقاً.