خبراء وفاعلون جمعويون مغاربة وأجانب يقاربون موضوع “المجتمع المدني رافعة للتنمية المجالية المستدامة”
التأمت اليوم، السبت ، في مدينة تارودانت أشغال ندوة دولية حول موضوع “المجتمع المدني رافعة للتنمية المجالية المستدامة” ، وذلك بمشاركة أساتذة باحثين وخبراء وفاعلين جمعويين من فرنسا وبلجيكا وكندا وهندوراس وبوركينا فاسو والجزائر والسنغال والهند وبوليفيا ، إضافة إلى المغرب.
وتم خلال هذه الندوة ، المنظمة في إطار الأنشطة المبرمجة بمناسبة اعتماد تارودانت كعاصمة للمجتمع المدني لسنة 2019 ، تقديم مداخلات تناولت تجارب متعددة من الأنشطة التي ينهض بها المجتمع المدني في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في الشق المتعلق منها بتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، وإدماج الفئات الاجتماعية الهشة في الدورة الاقتصادية، خاصة فئة النساء.
وفي هذا السياق، استعرض الخبير الكندي ميلدر فييكاس، رئيس “الجمعية الدولية للمستثمرين في الاقتصاد الاجتماعي” (إينيس) تجربة هذه المؤسسة في مقاطعة كيبيك الكندية، والتي أوضح من خلالها أن الاقتصاد الاجتماعي، عكس ما يعتقده الكثيرون ، ليس هو اقتصاد الفئات الاجتماعية الفقيرة، ولكنه منظومة اقتصادية وازنة وقائمة الذات ، في النسيج الاقتصادي لبلد من البلدان.
واستشهد السيد فييكاس، بتجربة جمعية “إينيس” التي تشتغل مع حوالي 11 ألف مقاولة تعمل في قطاع الاقتصاد الاجتماعي في مقاطعة كيبيك الكندية، حيث تشغل هذه المقاولات 200 ألف أجير، ويصل رقم معاملاتها 48 مليار دولار كندي، أي ما يوازي 12 في المائة من الناتج الداخلي الخام لمقاطعة كيبيك.
ومن جهتها ، استعرضت السيدة فاتو ندور، رئيسة “مؤسسة سين فينانس” بجمهورية السنغال، والتي تعتبر من بين المنظمات المدنية الرائدة في هذا البلد الإفريقي ، حيث تمنح هذه المؤسسة قروضا لإطلاق مشاريع صغرى ، ومشاريع صغيرة جدا ، تعمل في مجالات مختلفة ذات صلة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني مثل الصيد البحري التقليدي ، وتربية الماشية، والمشاريع الزراعية ، والصناعات التقليدية، وتهتم هذه المؤسسة على الخصوص بدعم المشاريع الاستثمارية الصغيرة التي تدمج الفئات الاجتماعية الهشة ، وعلى رأسها النساء القرويات.
أما السيدة ماري لودون، فتحدثت عن تجربة مؤسسة “كريدال” البلجيكية التي تمنح قروضا لدعم المشاريع الصغرى خاصة منها المحمولة من طرف اشخاص ينحدرون من أصول أجنبية ، حيث تمكنت هذه المؤسسة خلال السنة الماضية من منح 1100 قرض لفائدة 200 مشروع ، تم بفضلها خلق 4000 منصب شغل، أتاحت الفرصة للمستفيدين من الاندماج المهني والاجتماعي في الوسط البلجيكي.
وركزت المداخلات التي أعقبت هذه العروض على إمكانية نقل التجارب الناجحة للمشاريع التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني الأجنبية للمغرب، إضافة إلى التعرف على المهارات وأساليب العمل المعتمدة من طرف المنظمات المجتمع المدني المشتغلة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، حتى يتسنى توظيفها من طرف المنظمات المدنية المغربية لخلق مشاريع تنموية ناجحة .للإشارة فإن هذه الندوة الدولية نظمت من طرف كل من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، التابعة لجامعة ابن زهر ـ أكادير، و”الجمعية الدولية للمستثمرين في الاقتصاد الاجتماعي ” بكندا، وتنسيقية منظمات المجتمع المدني المشرفة على الأنشطة المبرمجة في إطار “احتفالية تارودانت عاصمة المجتمع المدني لسنة 2019”.