فيديرالية إقليمية تدعو المدير الاقليمي للتعليم بالخميسات إلى تحمل مسؤوليته في دور الوساطة والتزام الحياد بين الطرفين
لازال الصراع وشد الحبل بين المؤسسات الخصوصية وأولياء وأباء التلاميذ قائما، حول إشكالية اداء مستحقات أشهر التعليم عن بعد خلال فترة حالة الطواري والحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، وفي هذا الصدد أصدرت الفيدرالية الإقليمية لاولياء واباء التلاميذ بإقليم الخميسات بيانا إستنكاريا ثالثا تؤكد فيه أن قيم التضامن والتعاون والتآزر التي تعزز التلاحم الاجتماعي الوطني الذي أبان عنه الشعب المغربي خلال الجائحة، جعل آباء وأمهات التلاميذ يطالبون مؤسسة التعليم الخصوصي بفتح حوار جاد ومسؤول، باعتباره قيمة فضلى في حل مختلف الإشكالات لمناقشة الأقساط الشهرية خلال فترة الحجر الصحي.
لكن تضيف الفيدرالية المعنية تم رفض الحوار بحجة غياب إطار تمثيلي للآباء والأمهات. ويعود هذا الغياب بالأساس إلى تمترس جميع المدارس الخصوصية وراء جدار الامتناع عن مختلف الخطوات لتأسيس جمعية أمهات وأولياء التلاميذ، باعتبارها شريكا أساسيا في النهوض بالعملية التربوية والتعلمية، ويجعل غياب التمثيلة ادعاء لا يليق بمؤسسات معنية بإنتاج قيم الصدق والوفاء والنزاهة الفكرية والمسؤولية المهنية.
وتابع الإطار الجمعوي، إن لجوء أمهات وآباء تلاميذ التعليم الخصوصي إلى الفيدرالية الإقليمية، شرف لها، باعتبارها إطارا مؤسساتيا يتمتع بكامل الشرعية والتمثيلية في المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، كما نحيل المشككين إلى مراجعة قانونها الأساسي بدل إطلاق العنان للكلام الزائف. كما أن قناعة ممثلي قطاع التعليم الخصوصي بشرعية تمثيلية الفيدرالية جعلتهم يجلسون إلى طاولة الحوار تحت ضغط الآباء والامهات بوساطة للمديرية وبحضور ممثل الرابطة. لذلك نطالب المديرية بمنحنا تقريرا عن الوساطة التي أشرفت عليها حتى يتأكد الجميع من صحة خلاصات اللقاء والتي أعلنتها لجنة الحوار الممثلة للفيدرالية، والذي اتفق على أساسه توقيع محضر.
وأشار البيان،أنه من اجل تتبع الوضع عقدت الفيدرالية الإقليمية بالخميسات لقاءا عاديا يوم 04/07/2020 وبعد نقاش جاد ومسؤول خلصت إلى تعليق الوقفات الاحتجاجية أمام مؤسسات التعليم الخصوصي إلى حين انتهاء امتحانات الباكالوريا وبالمناسبة نتمنى التوفيق لجميع التلاميذ.
كما تدعو الآباء إلى مزيد من الصمود إلى حين إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
وفي ذات الوقت تدعو المدير الاقليمي إلى تحمل كل مسؤوليته في دور الوساطة والتزام الحياد بين الطرفين، وإن اجتماعه مع ممثلي الرابطة دون استدعاء ممثلي الفيدرالية والآباء، لم يدع مجالا للشك في عدم جدية وساطته وتنصله وممثلي رابطة المؤسسات الخصوصية من تعهداتهم. وقد تبين أن هناك محاولة للاستقواء بالمديرية الإقليمية من طرف رابطة التعليم الخصوصي في مواجهة زبنائهم من الآباء والأمهات، الأمر الذي جسدته لغة البيان الأخير الصادر عنها والذي ينهل من معين لا علاقة له بقيم المدرسة المغربية في تدبير الاختلاف وتعزيز التلاحم الاجتماعي.
كما تؤكد الفيدرالية للجميع أنه بعد فشل كل المحاولات لثني الفيدرالية للتراجع عن المطالبة بمحضر لقاء 17 يونيو 2020 وتغيير خلاصات الحوار التي أزعجت مصالح التعليم الخصوصي غير العادلة، لم تجد هذه الأخيرة مسلكاً لورطتها سوى ترويج المغالطات وتزييف الحقائق. وهو الأمر الذي يمكن التحقق منه بتمكين أطراف الاجتماع بالمديرية من محضر الاجتماع.
إلى ذلك، جدد البيان الإستنكاري دعوته للمديرية الإقليمية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية حقوق المتعلم(ة) كاملة. وعدم جعله ساحة لتصفية خلافات تصر مؤسسة التعليم الخصوصي على رفض الحوار من أجل حلها.
وتدين بشدة كل محاولة لإقحام رجال ونساء التعليم الخصوصي في النزاع القائم بين أمهات وآباء التلاميذ وأرباب المدارس الخصوصية. حيث عبرنا في مختلف المحطات النضالية عن الاشادة بأدوارهم الريادية في النهوض بمستوى تعليم أبنائنا.
كما استنكرت الفيدرالية الإقليمية بشدة مهاجمة الأمهات والآباء في بيان صادر عن رابطة التعليم الخصوصي بلغة الوعد والوعيد والتهديد ومن مكون معني بالارتقاء بقيم النبل والتربية والحوار واحترام الرأي الآخر، لمجرد أن أولياء التلاميذ أبدوا رأيهم وقناعاتهم عن رفضهم الأداء عن خدمة لم ترق إلى التعليم الحضوري، والتي عرفت مجموعة من النقائص.
ويشدد الإطار الجمعوي المعني على ضرورة تحمل المدير الإقليمي مسؤوليته واستدعاء الفيدرالية من باب الوساطة الايجابية المتوازنة في إيجاد حلول منصفة للجميع، حتى لا يفهم من لقائه مع أرباب التعليم الخصوصي أنها شكل من أشكال المحاباة والتحيز المرفوض.
وتستغرب من ادعاء بيان رابطة التعليم الخصوصي إعفاء جميع آباء وأولياء التلاميذ من واجبات خدمات النقل والإطعام المدرسيين، مع العلم أن هاتين الخدمتين لم تقدم أصلا حتى يتم الاعفاء منها، وهوما يوحي لا شعوريا بالرغبة في استخلاص واجبات خدمات لم تقدم أصلا حفاظاً على مكاسبهم الربحية الكبيرة.
وطالب البيان رابطة التعليم الخصوصي بالكشف للرأي العام الوطني عن مختلف المعطيات التي تفيد أن المؤسسات الخصوصية تضررت في ظل جائحة كورونا، وذلك حتى يتبين حجم الضرر الذي لحق مختلف أمهات وآباء التلاميذ مقارنة بمؤسسات التعليم الخصوصي التي تريد أن تحقق أرباحاً بغض النظر عن الخدمة المقدمة تتجاوز أرباحاً في زمن التعليم الحضوري بالنظر أن الجائحة فرضت عليها توقف مجموعة من النفقات (الماء، الكهرباء، النسخ، تقليص الوعاء الزمني، استغلال فضاء المؤسسة، مجموعة من المواد لم تدرس…).
وفي الأخير تهيب الفيدرالية الإقليمية بالخميسات بجميع الآباء والأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسات الخاصة بالإقليم إلى رص الصفوف والاتحاد والتكتل والاستعداد للمشاركة المكثفة في المحطة النضالية المقبلة. فما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال.