سلا.. إعطاء الانطلاقة الرسمية لأنشطة جامعة محمد الخامس بالرباط لفائدة الطلبة السجناء
تم اليوم الجمعة بالفضاء الجامعي بمقر مركز الإصلاح والتهذيب بسلا، إعطاء الانطلاقة الرسمية لأنشطة جامعة محمد الخامس بالرباط لفائدة الطلبة السجناء.
وتندرج هذه الأنشطة في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون بين كل من جامعة محمد الخامس بالرباط والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج، والتي تضم برنامجا متنوعا وشاملا يتضمن مجموعة من الأنشطة الأكاديمية والعلمية لفائدة الطلبة السجناء المسجلين بالمؤسسات التابعة للجامعة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكاتب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يونس جبران، أن هذه المبادرة الرائدة تروم احتضان الطلبة النزلاء المسجلين بمختلف الكليات والمؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس، بما يكفل تمكينهم من متابعة دراستهم الجامعية في أحسن الظروف.
وأفاد السيد جبران بأن المؤشرات الخاصة بعدد النزلاء المستفيدين من برامج التعليم والتكوين المهني تسجل نموا مطردا تجاوز نسبة 100 في المائة، إذ انتقل من تسعة آلاف و780 سجين مسجلين سنة 2009 إلى أزيد من 24 ألف و723 من النزلاء المسجلين خلال سنة 2019.
واستحضارا للوضعية الوبائية وما تقتضيه من تدابير وإجراءات احترازية، يضيف المتحدث، سيتم، في مرحلة أولية اعتماد التعلم عن بعد بالنسبة للنزلاء الطلبة المسجلين بجامعة محمد الخامس والبالغ عددهم 41 نزيلا يتوزعون على 14 مؤسسة سجنية وذلك من خلال محاضرات ودروس من طرف الأساتذة المنتدبين من طرف الجامعة، على أن يتم تعديل وتكييف العملية التعليمية إلى حضورية وفق ما تتطلبه الضرورة.
من جهته، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد غاشي إن الاهتمام بالطالب السجين يعتبر عاملا أساسيا وحاسما في تحقيق مزيد من التنمية الاجتماعية، مبرزا أن الجامعة تعمل، إلى جانب الوزارة الوصية وكافة الشركاء، على تمتيع نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بكافة آليات التعلم والتدريب الملائمة لوضعيتهم وذلك من منطلق تأمين الحق في ولوج التربية والتعليم والتكوين وتحقيقا لمبدإ الإنصاف وتكافؤ الفرص.
وأكد انخراط الجامعة وكل مكوناتها في هذا الورش الاستراتيجي الذي يندرج ضمن فلسفة وروح برنامج تطوير جامعة محمد الخامس بالرباط 2018 – 2022، ومن بين أهدافه الكبرى جعل جامعة محمد الخامس جامعة دامجة “مستوعبة”، و”مؤثرة” نحو الأفضل، مضيفا أن الجامعة تعمل بمعية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على إرساء استراتيجية ناجعة تروم تأهيل السجين، وتكوينه وتثقيفه، وكذا رفع معنوياته ومساعدته على تخطي العوائق، بتوفير الوسائل والشروط الكفيلة بتسهيل عملية متابعته للتحصيل الدراسي والجامعي، وبالتالي تسهيل اندماجه في المجتمع.
وأشار السيد غاشي إلى أنه سيتم كذلك العمل، ومن خلال مركز الاستقبال والإعلام والتوجيه والتتبع، على تنظيم ملتقيات التوجيه لفائدة النزلاء الأحداث الراغبين في استكمال مسارهم الجامعي لتلبية حاجياتهم من حيث المعلومات الخاصة بالتكوينات، ومن حيث التوجيهات المتاحة بمختلف المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، بالإضافة إلى مساعدتهم على تحديد مسار التكوين الذي يناسبهم، حتى يتسنى لهم التعرف على المعارف والقدرات التي سيكتسبونها خلال تكوينهم، وعلى طريقة الولوج لمختلف المسارات، وعلى الحياة الجامعية، وكذا الاطلاع على منافذ سوق الشغل المتاحة.
بدوره، قال المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، عبد الواحد جمالي الإدريسي، إن الاتفاقية الإطار التي وقعتها كل من وزارة التربية الوطنية والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج وجامعة محمد الخامس بالرباط، تؤكد أن الجامعة اليوم امتدت جغرافيا إلى الفضاء السجني لتكسر الصور النمطية عن هذا الفضاء.
وبعد أن أكد أن الاتفاقية تعبر عن مدى تقيد أطرافها بالرؤية المولوية السامية في مجال إعادة إدماج السجناء، أشاد السيد الإدريسي بالمجهودات المبذولة من طرف أطر وموظفي المندوبية العامة لإدارة السجون وإدماج السجناء.
ويتضمن برنامج هذه الأنشطة، إعطاء الدروس والمحاضرات الجامعية لفائدة الطلبة السجناء مع المزاوجة بين دروس حضورية في الفضاء الجامعي السجني وأخرى عن بعد، حيث تم تزويد هذا الفضاء بالموارد البيداغوجية الرقمية وبكتب ومنشورات الأساتذة الباحثين التابعين للجامعة.