الملامح الأولية لتشكيل الحكومة المغربية التي يقودها عزيز أخنوش
بعد سلسلة من اللقاءات التشاورية التي إنطلقت يوم الإثنين التي أجراها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار مع زعماء بعض بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
والتي قدم خلالها اغلب زعماء الأحزاب إشارات إيجابية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، والتي قد تتشكل في وقت قريب بعد توافقات بين الرئيس المكلف والأحزاب الموجودة داخل البرلمان باستثناء العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى التي لم تحصل سوى على بضع مقاعد في البرلمان.
والظاهر حتى الآن أن الأحزاب التي ستشكل المعارضة اقتصرت على هيئتين سياسيتين هما العدالة والتنمية والاشتراكي الموحد وهو مايؤشر على أن المعارضة ستكون ضعيفة في ظل الانتظار للمواقف التي قد تعلن لاحقا من بعض الأحزاب.
وفي المقابل جاءت التحالفات المحلية على صعيد الجماعات والجهات حيث أظهرت تحالفا واسعا بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهي الأحزاب الأربعة الأولى في الترتيب رغم أن هناك إشارات إلى تموقع أي من الأحزاب في المعارضة لكنها غير مؤكدة.
وأكد محللون سياسيون في هذا الصدد أن الأحزاب التي سيدعوها رئيس الحكومة المكلف لتشكيل التحالف الحكومي المقبل غير محددة بشكل قاطع حتى الآن.
وأضاف المحللون للشأن السياسي بالمغرب”أن التحالفات التي تمت إقامتها لتشكيل رئاسات الجهات والمدن الستة الكبرى ربما تؤشر إلى تشيكل الحكومة المقبلة من الحزب المتصدر التجمع الوطني للأحرار والحزب الثاني الأصالة والمعاصرة والحزب الثالث الاستقلال.
اما فيما يخص الاحتمالات الواردة حيث يمكن بقاء حزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة أو حزب الاستقلال وأن كل ذلك رهين بالمفاوضات التي دشنها عزيز أخنوش رئيس الحكومة المكلف مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان.
في الوقت الذي يشير المصدر نفسه إلى أن الخريطة الحكومية ستعرف تغيرا كبيرا مقارنة بالحكومتين السابقتين حيث كانت الهيمنة لحزب العدالة والتنمية الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية.
وبشأن السياسة الخارجية للملكة يوضح المصدر أنها قد لا تتغير، على اعتبار أن الثوابت التي تنبني عليها السياسة الخارجية للملكة غير مرتبطة بتغير الحكومات.
وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي يوسف الحايك في تصريحه لوسائل الإعلام، إنه من السابق لأوانه الحسم في مشاركة هذا الحزب أو ذاك في الحكومة أو اصطفافه في المعارضة مع استثناءات قليلة أبرزها إعلان حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكوميين السابقتين اصطفافه في المعارضة.
وأضاف المتحدث ذاته” أن رئيس الحكومة المعين، أكد استعداده للتعاون مع كل القوى السياسية الوطنية محليا ووطنيا.
وأعطت مجموعة من الأحزاب إشارات حول موقفها من المشاركة في الحكومة من قبيل حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أكد “القطع مع جميع الخطوط الحمراء”في إشارة إلى تحالفاته الممكنة بشأن تشكيل الحكومة.
وعلى المنوال نفسه سار حزب الاتحاد الدستوري، الذي أكد “انفتاحه الدائم على جميع الهيئات السياسية”.
أما حزب الاستقلال فلم يعبر عن موقف حاسم، في انتظار انعقاد مجلسه الوطني يوم 25 من الشهر الجاري، لتقييم النتائج الانتخابية وآفاق التحالفات السياسية المستقبلية.
ويتفق الحايك حول أن السياسة الخارجية للمغرب ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لن تطرأ تغييرات كبيرة عليها، لاسيما وأنه مجال يبقى محفوظا للملك.