المغرب يراهن على تعافي قطاعي السيارات والطيران للخروج من “أزمة كورونا”
يراهن المغرب على قطاعي السيارات والطائرات من أجل الخروج من أزمة “كورونا” وما خلفته من تداعيات سلبية أثرت على النشاط الاقتصادي الذي تكبد خسائر فادحة، خصوصا على مستوى التصدير وكلفة الإنتاج.
وتأثر قطاع تسويق السيارات بتفشي جائحة كورونا نتيجة توقف جزء من المقاولات بشكل مؤقت قبل استئناف أنشطتها، وهو ما أثر سلبا على القوة الشرائية للمستهلكين.
ولم يتوقف تأثير الجائحة على نشاط استيراد السيارات، بل امتد إلى قطاع استيراد قطع الغيار وأجزاء العربات الذي تراجع بدوره بنسبة ناهزت 16 في المائة.
وانخفضت قيمة واردات قطع غيار السيارات من 18.76 مليار درهم خلال سنة 2019، إلى 15.9 مليار درهم في السنة الماضية.
خلق فرص شغل
رشيد أوراز، باحث في السياسات الاقتصادية، أشار إلى أن “المغرب منخرط في سلسلة إنتاج وتركيب السيارات وهياكل الطائرات”، وقال إن “هذا القطاع مهم بالنظر إلى إتاحته فرص الشغل وكونه مصدرا للعملة الصعبة”.
وأوضح أوراز، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “من المهم أن يفكر المغرب في تنويع نشاطه الاقتصادي من خلال الانفتاح على بعض القطاعات الصناعية وعدم الاكتفاء بالقطاعات التقليدية المتمثلة في الصيد البحري والفلاحة”.
وأبرز أن “المغرب راكم تجربة في تركيب السيارات وحاول تنويع نشاطه الاقتصادي، لكنه لم يصل إلى مستوى دولة صناعية مثل فرنسا أو إسبانيا”، موردا أن “قطاع السيارات يخلق فرص الشغل لكن لا يغطي كل الحاجيات بالنظر إلى حجم الطلب المتزايد على التوظيف”.
واعتبر الخبير في السياسات الاقتصادية أن “المغرب مطالب اليوم بالعمل على تطوير صناعاته المحلية مثل صناعة الأدوات المنزلية، والعمل على توجيهها نحو التصدير من أجل خلق توازن في الميزان التجاري الذي يعاني بشكل هيكلي”.
وزاد أن “قطاع السيارات يعرف تطورا كبيرا وهناك اليوم توجها نحو اعتماد السيارات الكهربائية، وهو ما يطرح تحديات أمام المملكة لمواكبة هذا الانتقال”.
منصة للاستثمار
من جانبه قال طيب أعيس محلل خبير في السياسات الاقتصادية إن “المملكة راهنت منذ أكثر من عشرين سنة على قطاع السيارات حيث كان هناك توجه استراتيجي من أجل استقطاب الشركات المصنعة والعالمية للاستثمار في المغرب”مبرزا أن “المغرب تحول إلى قطب عالمي لإنتاج السيارات”.
وأضاف المحلل الاقتصادي المغربي أن “المملكة تصدر السيارات أكثر من الفوسفاط، وهذا ما سيجعل منها دولة صناعية في المستقبل القريب خصوصا بعد استقطاب شركات عالمية مثل رونو وبيجو”، معتبرا أن “المغرب استطاع خلق مناخ للاستثمار، بالإضافة إلى توفره على ميزة الاستقرار”.
وتابع أعيس بأن “المغرب يتوفر على يد عاملة مؤهلة ورخيصة ومدربة قادرة على خلق جو من المنافسة والابتكار”، مشيرا إلى وجود “فضاء مفتوح وشفاف لاستقبال الشركات المستثمرة في مجال تركيب الطائرات”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “تموقع المغرب على مستوى القارة الإفريقية وانفتاحه على شركاء قويين، عامل يجعل منه منصة حقيقية للاستثمار ويعزز ثقة الشركات في الخدمات التي يقدمها.