“أكادير تستعد للتحول: حافلات ذكية بين الجاهزية التقنية والانتظار الإداري”
آكادير: إستثمار
في خطوة طال انتظارها استقبلت مدينة أكادير دفعة جديدة من الحافلات عالية الجودة، في إطار مشروع النقل الطموح “أمل واي” الذي تراهن عليه الساكنة لتجاوز سنوات من الأعطاب والارتجال في قطاع النقل الحضري خمس حافلات حديثة التحقت بأسطول ينتظر تفعيله منذ مدة، في ظل توقف غير مفهوم رغم جاهزية البنية التحتية والمسارات.
الحافلات الجديدة التي أشرفت على استلامها شركة التنمية المحلية “أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية”تأتي لتعزز الرؤية الاستراتيجية لإعادة هيكلة النقل داخل نفوذ مؤسسة التعاون بين جماعات أكادير الكبير. غير أن الحماس الشعبي لهذا التطور يصطدم بتعقيدات بيروقراطية على رأسها تأخر وزارة الداخلية في الحسم في تصورها الوطني الجديد لإصلاح النقل، ما جعل المشروع يدخل في حالة “انتظار مؤقت” رغم اكتماله تقنياً ولوجستياً.
يبدو أن مدينة أكادير التي راهنت على مشروع “أمل واي” كقاطرة لتحسين جودة الحياة والتنقل الحضري، أصبحت رهينة إصلاح مركزي لا يزال في طور التنزيل.
الأمر يطرح أسئلة جوهرية حول مبدأ اللاتمركز ومكانة المدن في اتخاذ قرارات حيوية تخص تدبير شؤونها.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن مشروع “أمل واي” يندرج ضمن رؤية وطنية أكبر لتحديث النقل الحضري بين الجماعات بتمويل مشترك بين وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد والمالية، ومجالس الجهات.
مدينة أكادير استفادت من صفقة شملت 30 حافلة من نوع “ترام باص” ألمانية الصنع بغلاف مالي فاق 154 مليون درهم، وتطمح إلى نقل ما بين 40 و60 ألف شخص يومياً من المواطنين والسياح على حد سواء.
ومع استعداد المغرب لاستقبال كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، يرتقب أن يتسلم حوالي 300 حافلة جديدة ضمن نفس الورش، في ست مدن مضيفة بميزانية ضخمة تصل إلى 11 مليار درهم.
ورغم أهمية هذا الاستثمار يظل نجاحه مرهوناً بسرعة التنفيذ، وتجاوز منطق القرارات الفوقية التي تعيق انطلاق مشاريع محلية ناضجة كـ”أمل واي”.
حافلات “أمل واي” قد تكون جاهزة ميكانيكياً، لكن انطلاقها الحقيقي يظل رهيناً بإشارة سياسية من العاصمة. فهل يتحول الانتظار الطويل إلى بداية جديدة لأكادير، أم تبقى هذه الحافلات مركونة في الظل في انتظار “تصور مركزي” يقرر مصير تنقلات سكان المدينة؟