أخنوش يصعد بعد مطالبة البيجيدي برحيل الطالبي من تشكيلة الحكومة

الرباط: إدريس بنمسعود

بعدما تصاعدت وتيرة الأزمة التي خلقتها تصريحات رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ضد حليفه حزب العدالة والتنمية، وما تلاها من ردود الفعل داخل قيادة الحزبين، إلى مطالب من لدن الحزب الذي يقود الحكومة بمغادرة الوزير للحكومة التي يترأسها سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب المصباح.

دخل عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار،على خط الصراع، وعبر عن اندهاشه مما وصفه التهافت في ردود الفعل المتضخمة وغير المفهومة التي استهدفت عضوا للمكتب السياسي في حزب “الحمامة.”

حيث أكد، في تصريح صحافي لوسائل الإعلام، أن عضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة” كان يتحدث بمناسبة مداخلته في الجامعة الصيفية لشبيبة الحزب، موردا أنه يقوم بدوره التأطيري ويمارس حقه في التعبير فيما يتعلق بالخيارات الاقتصادية التي يمكن لبلدنا أن يسير على منوالها أو يتفاداها.

وأورد المتحدث ذاته، أنه بعد تخصيص حيز كبير ضمن اجتماع الأمانة العامة للحزب الحليف لتصريحات الطالبي، سجل أخنوش أن تصرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي يرأس الأغلبية الحكومية، غير مقبول، مستغربا من كونه “ذهب إلى حد إصدار بلاغ صحافي لمهاجمة أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني للأحرار علنا.”

“نشعر باستغراب كبير؛ لأنه في اللحظة التي نعتقد فيها أن الوطن يجب أن يتأهب لمجابهة التحديات التي تواجهه، وفي لحظة نحن مدعوون فيها جميعا إلى التجاوب مع النداءات الملكية التي حملها خطابان أساسيان، وضعانا جميعا أمام مسؤولياتنا، هذا هو النقاش الذي اختار البعض جرنا إليه”، يقول أخنوش.

ويتابع: “كنا نتوقع انتقادات أو نقاشا للأفكار حول القضايا الرئيسية التي أثارها التجمع الوطني للأحرار فيما يتعلق بتنمية القطاعات الاجتماعية بالمغرب، وإيجاد الحلول لمشكل البطالة التي تراكمت خلال السبع سنوات الماضية واتخذت أبعادا تدق ناقوس الخطر”، مضيفا “لكننا مرة أخرى نواجه محاولات للتضييق على هذا النقاش واحتلال المشهد بادعاءات فارغة وعقيمة.”

واعتبر أخنوش أن التجمع الوطني للأحرار مستمر في التركيز على أولوياته على الرغم من محاولات تشتيت الانتباه، مشددا على أنه “لو أراد التجمع أن يعطي أولوية لهذا النوع من النقاش لكان لا يزال ينتظر تفسيرات حزب العدالة والتنمية حول الشتائم والافتراءات المباشرة الموجهة من أحد أعضاء أمانته العامة ضد التجمع الوطني للأحرار وأعضائه.”

ونبه كبير التجمعيين إلى كونه “كثيراً ما تجاهلنا عددا غير يسير من الهجمات، ليس لأننا اعتبرناها هينة”، موضحا “أن ذلك جاء إيمانا منا بضرورة الحفاظ على مناخ عمل يسمح للمغرب بمباشرة أوراش التنمية الحقيقية، في تنازل منا عن حق الرد خدمة لمصلحة الوطن.”

وخلص أخنوش في معرض تصريحه بالقول “لكن، من الآن فصاعدا، لم يعد من الممكن استهداف التجمع الوطني للأحرار بهذا الشكل غير اللائق، لأن المواطنين لن يستمروا في تقبل الكيفية التي نتلقى بها الكثير من الافتراءات دون رد فعل”، مبرزا “أن الأشخاص الذين وراء هذه الهجمات يشحنونها بكثير من الطاقة، ولا يدخرون أي وسيلة للدعاية من أجل تمريرها، إلى درجة أصبحت معها هذه الهجمات عرقلة لأي محاولة للعمل الجاد.

حري بالذكر، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، كانت استنكرت في بلاغ لها ما وصفته “التهجم السافر وغير المسؤول والمناقض لمبادئ ومقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة، الذي نص خاصة على مبدأي المسؤولية والتضامن الحكومي”، معلنة أنها “توقفت عند التصريحات المسيئة الصادرة عن قيادي في حزب من ‏أحزاب الأغلبية وهو في الوقت نفسه وزير في الحكومة”، في إشارة إلى الطالبي العلمي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى