المغرب يسرّع تحوله الأخضر: اتفاقية استراتيجية لإنتاج 5 جيغاواط من الكهرباء النظيفة قبل 2030

الرباط: ناريمان بنمسعود

في خطوة جديدة تعزز مكانة المغرب كقوة صاعدة في مجال الطاقات المتجددة، ترأس رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، يوم الإثنين 3 نونبر 2025 بالرباط، مراسم التوقيع على اتفاقية استراتيجية تجمع بين الحكومة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن”، والوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاولات العمومية.

تهدف هذه الاتفاقية إلى إطلاق مشاريع مدمجة لإنتاج الكهرباء انطلاقاً من الطاقات المتجددة، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تحقيق أمن طاقي مستدام وتقليص تبعية المملكة للطاقات الأحفورية. وتمثل هذه الخطوة لبنة جديدة في مسار تنزيل البرنامج الوطني للطاقات المتجددة، الذي يسعى إلى تعزيز التكامل بين مختلف الفاعلين العموميين من أجل انتقال طاقي فعّال وسيادي.

وتنص الاتفاقية على تسريع وتيرة إنتاج 5 جيغاواط من الكهرباء الخضراء الموجهة للصناعة المغربية قبل سنة 2030، في إطار مقاربة تجمع بين النجاعة الاقتصادية والاستدامة البيئية. كما تضع هذه الشراكة أسساً جديدة لتقاسم المسؤوليات بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ووكالة “مازن”، بما يضمن استقراراً تعاقدياً وشفافية في تدبير المشاريع، مع ترشيد التكاليف على امتداد سلسلة القيمة.

وخلال كلمته بالمناسبة، أكد رئيس الحكومة أن المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أصبح نموذجاً قارياً في إنتاج الطاقة النظيفة، حيث بلغت نسبة الطاقات المتجددة 46 في المائة من القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء، مع طموح لرفعها إلى أكثر من 52 في المائة قبل عام 2030. وأضاف أن الحكومة تواصل جهودها لتكريس الطاقات المتجددة كركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.

وقد وقّع على الاتفاقية كل من وزيرة الاقتصاد والمالية، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إلى جانب المديرين العامين للمؤسسات العمومية المعنية، في إشارة إلى تعبئة وطنية شاملة من أجل إنجاح التحول الطاقي المغربي.

تأتي هذه المبادرة الحكومية في سياق عالمي يتجه نحو الاقتصاد الأخضر، وتؤكد أن المغرب لم يعد يكتفي بدور المتابع، بل أصبح فاعلاً رئيسياً في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، مما يعزز استقلاله الطاقي ويمنحه موقعاً استراتيجياً في خريطة الاستثمارات المستقبلية في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى