العرائش:استثمار
تم يوم الخميس بمدينة العرائش إطلاق برنامج دعم المبادرات الفردية “العرائش مبادرة”، والرامي إلى تقديم المساعدة الضرورية لمشاريع إحداث وتطوير المقاولات الصغرى، التي يقف وراءها أشخاص في وضعية هشاشة، خاصة الشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويروم البرنامج، الذي تشرف عليه اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعرائش بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، إحداث منصة تسمح بتقديم الدعم المالي وغير المالي إلى الأشخاص حاملي المشاريع بالإقليم.
ويتمثل الدعم المالي في تقديم قروض ائتمانية دون ضمانات أو فوائد، ستمكن حاملي أفكار المقاولات الصغرى من الانطلاق في أنشطتهم، بينما يقوم الدعم غير المادي على مواكبة مشاريع إحداث المقاولات ومتابعتها، بما يضمن لحاملي المشاريع الاستفادة من حصص تكوينية واستشارات وتوجيه تضمن حسن سير الأنشطة.
في كلمة خلال حفل إطلاق البرنامج، أشار عامل إقليم العرائش، المصطفى النوحي، إلى ضرورة إيلاء أهمية خاصة إلى تشغيل الشباب وإدماجهم في الدورة الاقتصادية عبر إحداث أنشطة مدرة للدخل، وفق مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار وضعية هذه الشريحة الواسعة من المجتمع، التي تشكل مستقبل البلد.
وذكر بخطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة، والذي دعا فيه جلالته إلى “بلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل، قادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية، وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة”.
في هذا الصدد، أكد النوحي على أن “العرائش مبادرة” برنامج “طموح” يهدف إلى تعزيز تشغيل الفئات المستهدفة، مؤكدا على أنه لضمان تنفيذه بشكل جيد، سيتم وضع آلية حكامة محلية في أقرب الآجال، عبر إحداث جمعية “العرائش مبادرة”، التي ستتكلف بتلقي مقترحات المشاريع، ومواكبتها في كل مراحل الإنجاز، وأيضا تقديم التأطير لحاملي المشاريع وتحسيس الشباب بروح المقاولة.
من جهته، أبرز المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية، ياسين حمزة، أن برنامج “العرائش مبادرة” يسعى إلى إنعاش سوق الشغل وتحسين ظروف عيش الشباب، خاصة أولئك الذين يعيشون في فقر وهشاشة، لافتا إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن برنامج “المغرب مبادرات” الذي أطلق من طرف الوكالة عام 2008.
وقال إن الأمر يتعلق بآلية مبتكرة تستهدف شرائح واسعة من النساء والشباب حاملي المشاريع، خاصة من يشتغلون في القطاع غير المهيكل، والذين تتطلب مشاريعهم موارد مادية مهمة وأيضا فضاءات للمواكبة والتكوين، وذلك ضمن مقاربة جديدة تشرك القطاعين العام والخاص والكفاءات المحلية.
في هذا الصدد، أبرز أنه تم إطلاق 18 برنامجا بكافة التراب الوطني خلال الفترة الممتدة بين 2008 و 2017، همت 25 إقليما، باستثمار إجمالي يصل إلى 57,69 مليون درهم، ساهمت فيها وكالة التنمية الاجتماعية بحوالي 30,37 مليون درهم، موضحا أن هذه البرامج مكنت من إحداث 495 مقاولة صغرى، ساهمت مجتمعة في توفير 1489 منصب شغل.
وتم بالمناسبة التوقيع على اتفاقية شراكة لتفعيل برنامج “العرائش مبادرة” بين وكالة التنمية الاجتماعية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية باستثمار يصل إلى 4 ملايين درهم.
وبموجب هذه الاتفاقية، التي تمتد على 3 سنوات، يلتزم الطرفان بإحداث فضاء لدعم المبادرات الفردية، وتقديم قروض مالية للمقاولين الشباب، وتمكينهم من المواكبة الملائمة والجيدة لإنجاح مشاريعهم.
كما اتفق الطرفان على إحداث فضاء للاستقبال والتوجيه والتكوين لفائدة حاملي المشاريع، بما يضمن ولوجهم المنصف لخدمات التمويل والمواكبة، لاسيما الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن إحداث شبكة للتنسيق والتشاور بين الفاعلين من القطاعين العام والخاص والجمعيات العاملة في مجال تشجيع وتطوير المقاولات الصغرى.
