البيضاء :استثمار
اعتبر مشاركون في جلسة عقدت في إطار المنتدى الأول للمنتخبين المغاربة والفرنسيين، المنظم طيلة السبت بالدار البيضاء ، أن تقليص الفوارق المجالية يظل رهينا بتحقيق تنمية متوازنة يستفيد منها الجميع .
وأبرزوا خلال هذه الجلسة، المنظمة حول موضوع ” التنمية الاقتصادية للمجالات الترابية “، أن السير في طريق تحقيق تنمية متوازنة، يتطلب اعتماد مخططات تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة، وحاجيات المناطق الواقعة في ضواحي المدن، أو خارجها ( المناطق القروية ).
وفي هذا الصدد شدد السيد فريديريك لوفيبر ( وزير فرنسي سابق )، على ضرورة تقاسم التجارب بين فرنسا والمغرب لتحقيق تنمية متوازنة، مشيرا إلى أن مسؤولية بلوغ ذلك هي مشتركة ، لكنها تقع بالدرجة الأولى على عاتق المنتخبين لأنهم يشتغلون في الميدان ولهم صلة مباشرة بالواقع الحياتي للناس .
ودعا إلى العمل أكثر لتسخير التكنولوجيا الرقمية لربح الوقت وتقليص التكلفة ، بشأن إنجاز مشاريع قابلة للتطبيق تغطي مختلف المناطق في فرنسا ، كما في المغرب .
أما السيد ادريس الخزاني (والي سابق) فقد أكد على الأهمية الكبيرة التي يكتسها البعد التنموي بالنسبة للجهات، مشيرا إلى أن بعض اختصاصات الجهات، في ضوء القانون التنظيمي المتعلق بها ، تغطي جوانب اقتصادية مهمة منها تعزيز التنافسية والجاذبية والحفاظ على الموارد .
وقال إن الجهات تواجه عدة تحديات ذات طابع تنموي، منها الفوارق المجالية، التي يكمن مواجهتها من خلال تعزيز التنافسية، وتوفير وسائل مادية وبشرية مهمة ، مع الانفتاح أكثر على العالم الرقمي .
ومن جهته أشار السيد بيرطران بانشي ( منتخب فرنسي) إلى إن هناك وعيا متزايدا في فرنسا والمغرب ، بشأن التقليص من الفوارق المجالية، وتحقيق تنمية محلية يستفيد منها الجميع ، لافتا إلى أن المدخل الأساس لتحقيق تنمية متوازنة هو توسيع مجال التنمية البشرية.
وقال إن مناطق في فرنسا تعيش تنمية حقيقية، وهي غائبة في مناطق أخرى، بل غائبة حتى في ضواحي بعض المدن ، وهو ما يتطلب الاشتغال أكثر على الشق المتعلق بالتدبير الترابي .
وفي السياق ذاته لفت السيد جاي مصطفى (خبير وإطار بنكي) على ضرورة بلورة مخططات تتماشى مع خصوصية كل جهة ومؤهلاتها ، التي يتعين التعاطي معها بشكل يضمن تحقيق تنمية مستدامة .
وبعد أن أشار إلى الأهمية التي تكتسيها الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، قال إن هذه الشراكة يمكنها أن تشجع مجموعات تنتمي للقطاع الخاص كي تستثمر في الجهات بغية المساهمة في الدفع بعجلة التنمية المحلية .
وقد افتتحت أشغال المنتدى الأول للمنتخبين المغاربة و الفرنسيين ، المنظم من قبل نادي أوجين دولاكروا ( نسيج يجمع أزيد من 200 منتخب فرنسي يعملون من أجل تقوية أوصار الصداقة المغربية الفرنسية) بشراكة مع جهة إيل دو فرانس ، وجهة الدار البيضاء سطات.
ويناقش حوالي 200 منتخب من فرنسا ونظراء لهم من المغرب، يمثلون مختلف المشارب و الحساسيات السياسية، أنجع السبل للجمع بين شروط التنافسية والجاذبية الترابية من خلال تسليط الضوء حول ثلاثة ورشات عمل تتعلق ب”الجهوية المتقدمة : تحديد الاختصاصات ” ،و التنمية الاقتصادية للمجال : الفوارق المجالية” ، و ” الثورة الرقمية و المشاركة المواطنة”.
و يندرج هذا المنتدى في إطار تعزيز سبل التعاون الشراكة بين المغرب و فرنسا لتحقيق شروط التنافسية الاقتصادية والجاذبية المجالية ،وكذا تجديد التواصل و اللقاء مع أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج ،الذين يضطلعون من خلال تجاربهم المهنية و الاجتماعية والسياسية المكتسبة في بلدان الاقامة ،بدور أساسي واسترتيجي في الدينامية التنموية بالمغرب.