أخبار

إبراز الريادة الاقتصادية للمغرب في إفريقيا خلال ندوة دولية بهانوي

ناقشت ندوة دولية نظمتها وزارة الشؤون الخارجية الفيتنامية، في هانوي، بإسهاب الريادة الاقتصادية للمغرب في القارة الإفريقية، وفرص التعاون الاقتصادي بين فيتنام وبلدان القارة.
وجمعت هذه الندوة، التي نظمت بتعاون مع المنظمة الدولية للفرانكفونية، حول موضوع “تجربة تدبير المخاطر في التعاون الاقتصادي لفيتنام مع الدول الإفريقية”، خبراء دوليين وفاعلين اقتصاديين فيتناميين وأجانب، لمناقشة عدد من القضايا المرتبطة بالاستثمارات والتجارة مع القارة الإفريقية. وأبرز سفير المغرب في فيتنام، السيد جمال شعيبي، في مداخلة له بهذه المناسبة، ريادة المملكة في القارة الإفريقية التي تزخر بالفرص أكثر من المخاطر، من خلال استثمارات تغطي مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، والتي برهنت على استدامتها وفعاليتها، وكذا عائداتها الاقتصادية الإيجابية على الساكنة الإفريقية.
وأوضح السيد شعيبي أن إفريقيا وتنميتها تمثل أولوية في السياسة الخارجية للمملكة، لافتا إلى أن التوجه الإفريقي، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يرتكز على القيم، لكون المغرب لا يتبنى نهجا تجاريا ربحيا على المدى القصير، لكنه ينخرط ضمن مقاربة شراكة رابح – رابح تستند على تقاسم التجارب، والاستثمار والدعم على المستويات المتعلقة بالأمن، والتربية، والمواكبة والتضامن مع الشعوب الإفريقية. وأكد الدبلوماسي المغربي أن “علاقات المغرب مع القارة الإفريقية تندرج في إطار رؤية استراتيجية جديدة شمولية، ترتكز على روابط متوازنة ومنفعة متبادلة”، مشيرا إلى أن ثلثي الاستثمارات المغربية المباشرة في الخارج موجهة إلى إفريقيا، مما يجعل المملكة ثاني أكبر مستثمر إفريقي على صعيد القارة، والأولى في منطقة غرب إفريقيا التي تشكل عمقها الاستراتيجي.
وذكر بأن المغرب قد وقع على أزيد من 1000 اتفاق تعاون مع 28 بلدا إفريقيا خلال السنوات الـ 15 الماضية، ما يدل على الإمكانات المهمة التي تتوفر عليها إفريقيا، مؤكدا أن القارة هي في صلب الإستراتيجية المغربية للتعاون جنوب – جنوب، وهي تزخر أيضا بإمكانات فلاحية كبرى، وهو ما يفسر الاهتمام الذي توليه لهذه السوق القارية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي تطمح لأن تصبح رافعة للتنمية الفلاحية من خلال إحداثها لفرع مخصص للقطاع الفلاحي في القارة.
وأكد السيد شعيبي، في معرض تطرقه إلى القطاع الطاقي، على أهمية المشروع الضخم لخط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الرابط بين بلدان غرب إفريقيا، مبرزا أن هذا المشروع سيستفيد منه أزيد من 350 مليون إفريقي، على مستوى إحداث مناصب الشغل للشباب وتزويد الاقتصادات والمقاولات المحلية بفرص جديدة للنمو والتوسع في أسواق جديدة.
ومن جهتها، لفتت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية، السيدة لويز موشيكيوابو، إلى أنه بعيدا عن الصورة المتداولة بشأن القارة، فإن إفريقيا هي أيضا أرض الفرص بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين من العالم بأجمعه، وعزت هذه الصورة المتحيزة لغياب المعرفة والمعلومات الموثوقة حول عالم الأعمال والتجارة الإفريقية.
وأضافت أن فيتنام وإفريقيا مدعوتان لتبادل ونشر المعلومات الخاصة بالمجال، لأنه، بحسبها، “لا يمكننا تطوير الأعمال واغتنام الفرص عندما لا نعرف بعضنا البعض”.
وذكرت السيدة موشيكيوابو بأن إفريقيا تمتلك 6 في المائة من الاحتياطيات العالمية من الموارد الطاقية، مضيفة أن ذلك ليس سوى جانب واحد مما يمكن أن تقدمه القارة للفاعلين الاقتصاديين الذين يبحثون عن فرص الاستثمار والتنمية.
ومن جانبه، أبرز مفوض الشؤون الاقتصادية بمفوضية الاتحاد الإفريقي، فيكتور هاريسون، التطور الاقتصادي الذي تعرفه إفريقيا، مشيرا إلى أن العديد من البلدان الإفريقية أضحت في الثلث الأول لتصنيف “ممارسة الأعمال” (دووينغ بيزنس)، وتصنيف الشفافية الدولية، وهو أداء يشهد على الفرص التي يتعين اغتنامها في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي.
وحسب السيد هاريسون، فإنه يمكن تعزيز التعاون بين فيتنام وإفريقيا على مستويين، أولهما التعاون بين الحكومات عبر اتفاقات الشراكة الاقتصادية والثاني بين القطاع الخاص للجانبين الذي يمثل محركا لكل تطور اقتصادي ونمو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى