Adds
أخبار

سكان حي لالة رحمة بالخميسات بين سندان الهدم ومطرقة دور الكراء

أحمد حارتي

تم إنشاء حي لالة رحمة الصفيحي مند أواخر الثمانينات حيث كان ملاذا للفلاحين الذين هاجروا قراهم وأراضيهم الفلاحية خلال الفترة التي عرف فيها المغرب والمنطقة جفافا،وضنك العيش بالقرية التي كانت تنعدم فيها كل شروط العيش الكريم،حيث باعوا أراضيهم وغادروا القرية ، ليس كالآن حيث تم ربطها بشبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل الإستقرار بهوامش المدينة ومن بينها حي لالة رحمة واقنوا سكن قصديري واشتغلوا في مهن جديدة عليهم واحتلوا الأزقة والدروب لبيع سلعهم وبالأخص الخضروات والفواكه سواءا على عربات مجرورة أو مدفوعة وهم النواة الأولى للباعة الجائلين والذين انتشروا في كل ربوع المملكة.

وقد كان الحي في بداية الأمر تابعا للجماعة الترابية سيدي الغندور وتم التحاقه بالمدار الحضري خلال التقسيم الذي عرفته المدينة وذلك إيمانا من القائمين على شؤون المدينة من أجل توفير الوعاء العقاري للمدينة التي توسعت لكن هذه الاستفادة لم ترجع بالنفع على الساكنة.

بل استفاد منها المنعشين العقاريين في بعض الأحياء ولكن ازدادت أعباء المدينة حين تم إغفال هذه الأحياء القصديرية التي انتشرت وتكاثرت لعدة أسباب منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي حيث أصبحت وسيلة لبعض السياسيين يعدونها كقاعدة انتخابية مهمة بدون التفكير في تحسين أوضاع الساكنة التي تعيش وضعا مزريا وحالة يرثى لها سواءا صيفا أو شتاءا، ورغم أن حي لالة رحمة استفاد من الكهربة القروية لكن الأمور الأخرى تعقدت مع مرور السنين وتعاقب المجالس المنتخبة والتي أغرقت الساكنة بالوعود الكاذبة وعيشوهم في أحلام سرعان ما انمحت وعادوا إلى الواقع المر.

إن حي لالة رحمة بالخميسات هو نموذج لسوء تسيير المجالس المتعاقبة على تسيير المدينة والتي عوض أن تخلق برامج تنموية ترقى بالحي اجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا بل زادته سياستها إلا فقرا وتهميشا وجل الساكنة تعيش في هشاشة قاتلة ونحن في الألفية الثالثة و الإنسان بالحي يعيش في مسكن من القش والكارتون والقصدير حارقا في الصيف وغرقا في الماء شتاءا إضافة إلى التدهور الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض وخاصة في صفوف الأطفال وفي مثل هذه الأحياء ماذا تنتظر الدولة أن تنتج سوى الإجرام بكل أنواعه في صفوف الشباب وذلك للفراغ القاتل الاجتماعي والإقتصادي كما أن هذا الحي يعرف نسبا في الهدر المدرسي جد مرتفعة.

وقد استبشرت الساكنة خيرا لما كثر الحديث حول إعادة هيكلة الحي في إطار البرنامج الوطني لإعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز في ربوع المملكة وفعلا تم إدراج حي لالة رحمة ضمن برنامج محلي للقضاء على دور الصفيح، والإرتقاء بهده الأحياء إلى وضع معماري يليق بالمواطن ويحترم كرامته مع خلق برامج تنموية وسوسيو ثقافية ورياضية بالنسبة للشباب والمرأة والفتاة، فعلا تم تأسيس جمعية لالة رحمة للتضامن والتنمية من أجل الإشراف الفعلي على إعادة الهيكلة وقد مرت أشواط كبيرة في هذا المشروع.

إذ تكلفت السلطة المحلية تحت إشراف عامل الإقليم من أجل تنزيله على أرض الواقع وتم هدم جل الدور سواء الإسمنتية منها والصفيحية ومرت ايام عصيبة على ساكنة الحي بألام هدم سكناهم الذي قضوا فيه ربيع عمرهم، وبين البحث عن الكراء مؤقتا إلى حين الإستفادة من بقعهم المجهزة إضافة إلى عملية الرحيل من الحي نحو الأحياء المجاورة والتي غصت بساكنة الحي.

والسؤال المطروح هو متى يتم بدء الأشغال؟ حتى تتمكن الساكنة من العودة إلى حيهم وتشييده عصريا يليق بهم ويحفظ كرامتهم وانسانيتهم، والخروج بسرعة من دور الكراء وما تتطلبه من مصاريف شهرية تنضاف إلى مصاريف المعيشة اليومية علما أن أغلب ساكنة هذا الحي إن لم نقل كلهم مياومين وباعة جائلين، أويعملون في حرف بسيطة لكسب قوتهم اليومي.

إن يد الجمعية ممدودة لكل الجهات من أجل التعاون والإشراف على إعادة هيكلة حي لالة رحمة بالخميسات وفق ما تصبو إليه ساكنة الحي والتي كما سبق تعرف فقرا مدقعا وجل الساكنة تعيش هشاشة قاتلة لدا فإن الجمعية تحاول بكل ما أوتيت من قوة الحرص على استفادة الساكنة من حي مهيكل وبمواصفات عصرية وبأقل التكاليف للأسباب السالفة الذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى