
زلزال إسطنبول.. تسجيل حوالي 185 هزة ارتدادية و عدد المصابين يصل إلى 236 شخصا

شهدت إسطنبول، الأربعاء، لحظات من الهلع الجماعي بعد أن ضربها زلزال قوي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، ما دفع مئات السكان إلى القفز من النوافذ والمباني هرباً، مخلفاً أكثر من 185 إصابة وحالة من الفزع الواسع في مدينة يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة.
وقع الزلزال في تمام الساعة 12:49 ظهراً بالتوقيت المحلي، خلال عطلة رسمية، وهو ما فاقم من تداعياته النفسية، إذ كان العديد من الأطفال والعائلات خارج منازلهم في الشوارع والحدائق العامة. وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات في بحر مرمرة، على بُعد نحو 40 كيلومتراً جنوب غرب إسطنبول، فيما شعرت به محافظات أخرى مثل تكيرداج ويالوفا وبورصة وحتى مدينة إزمير الواقعة على بعد 550 كيلومتراً.
أفادت السلطات التركية بأن الزلزال استمر لمدة 13 ثانية، وتبِعته أكثر من 100 هزة ارتدادية، كانت أقواها بقوة 5.9 درجة. وبحسب تصريحات وزير الداخلية علي يرلي كايا، تم نقل 151 شخصاً إلى المستشفيات بعد قفزهم من نوافذ المباني نتيجة الخوف الشديد.
رغم عدم تسجيل أضرار مادية جسيمة حتى اللحظة، أُطلقت تحذيرات رسمية تدعو المواطنين إلى تجنب دخول المباني التي قد تكون تعرضت للتشقق أو الضعف الهيكلي. كما فتحت المساجد وقاعات الرياضة أبوابها أمام السكان الذين يخشون قضاء ليلتهم داخل المنازل.
في مشهد يعكس حجم الذعر، رصد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية آلاف السكان وهم يفرّون إلى الحدائق العامة، بعضهم نصب خياماً، وآخرون ظلوا واقفين في الشوارع لساعات. وقال أحد شهود العيان وقد غادر برج غلطة مسرعاً: “شعرت بالهزة، ولم أفكر مرتين. ركضت فوراً إلى الخارج”. وعبّر بائع متجول عن واقع مرير بقوله: “أصابنا الذعر، لا نملك سوى الهرب… لا شيء آخر يمكن فعله”.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن متابعته الدقيقة للوضع، فيما أكدت محافظة إسطنبول أن فرق الطوارئ في حالة تأهب قصوى، ولم يتم تسجيل انهيارات للمباني حتى الآن.
تركيا، التي تقع فوق صدعين زلزاليين نشطين، تعيش تحت تهديد دائم من زلازل مدمرة، خاصة مدينة إسطنبول القريبة من صدع شمال الأناضول. ويتخوف الخبراء من زلزال مدمر مرتقب قد يحدث في أية لحظة قبل حلول عام 2030، ما يُنذر بكارثة عمرانية إذا لم تُعزّز الاستعدادات الوقائية.





