الرباط عاصمة السوسيولوجيا العالمية: أكثر من 5400 باحث في مؤتمر دولي غير مسبوق بجامعة محمد الخامس

الرباط: حكيمة أحاجو

تحولت جامعة محمد الخامس بالرباط إلى قبلة للعلماء والباحثين من مختلف قارات العالم، باحتضانها فعاليات المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المنظم من 6 إلى 11 يوليوز 2025. هذا الحدث، الذي يعد الأضخم من نوعه في تاريخ المنطقة، جمع أزيد من 5400 باحث يمثلون أكثر من 100 دولة، في تظاهرة علمية تعكس المكانة المتصاعدة للمغرب على الساحة الأكاديمية الدولية.

المنتدى، الذي نظم بتعاون ثلاثي بين الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، وجامعة محمد الخامس، والهيئة المغربية للسوسيولوجيا، شكل مناسبة استثنائية لتبادل الأفكار وتقديم نتائج الأبحاث في أكثر من 1100 ورشة عمل، امتدت على مدى أسبوع كامل. وقد أشار محمد غاشي، رئيس جامعة محمد الخامس، في تصريح خاص لجريدة “استثمار”، إلى أن المؤتمر يمثل تتويجاً لجهود جماعية متميزة من قبل أساتذة وطلبة وإداريي الجامعة، كما يُجسد قدرة المغرب على تنظيم فعاليات علمية بمقاييس عالمية.

واعتبر محمد غاشي رئيس جامعة محمد الخامس أن اختيار المغرب لاستضافة هذا المنتدى، الأول من نوعه في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، جاء بعد منافسة شرسة مع بلدان من أمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا، ما يعكس حجم الثقة الدولية في المغرب كمركز محوري للنقاش الأكاديمي حول القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة.

ولم يخفِ رئيس الجامعة اعتزازه بالمستوى التنظيمي الرفيع للحدث، وبالدور الحيوي الذي لعبه الشباب المغربي في إنجاحه، خاصة أن المنتدى أتاح لجيل جديد من الباحثين فرصة اللقاء والتفاعل مع كبار علماء الاجتماع من شتى أنحاء العالم، مما من شأنه أن يعزز دينامية البحث العلمي في المغرب، ويحفّز مسارات الابتكار على المديين المتوسط والبعيد.

وشكلت التحولات العالمية الكبرى، من قضايا التحول الطاقي إلى الديناميات الاجتماعية والسياسية، محاور مركزية للنقاش داخل جلسات المنتدى. وقد كانت المبادرات المغربية في هذه المجالات محط اهتمام كبير من المشاركين، الذين أثنوا على تجارب المملكة في مجالات متعددة.

واختُتمت فعاليات المؤتمر بتأكيد المشاركين على أهمية تعميق التعاون العلمي بين الشمال والجنوب، وتوسيع آفاق البحث المشترك حول القضايا التي تؤرق المجتمعات المعاصرة. كما شدد المتدخلون على أن انعقاد المنتدى في المغرب يمثل خطوة فارقة تعكس الدعم الملكي المتواصل للبحث العلمي، ويجعل من الرباط منصة فكرية رائدة للحوار الأكاديمي على الصعيد العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى