غاز جرسيف.. مشروع طموح لـ Predator رغم التحديات التقنية واحتياطات محدودة

الرباط: حفيظة حمودة

بدأت شركة Predator Oil & Gas تنفيذ الأعمال التحضيرية في بئر MOU-3 ضمن ترخيص جرسيف، في خطوة تمهد لانطلاق اختبارات إنتاج الغاز الطبيعي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهي مرحلة حاسمة لتقييم الجدوى التجارية للمشروع.

وتهدف الشركة من خلال هذه المرحلة إلى اختبار قدرة البئر على إنتاج الغاز بكفاءة وأمان، تحضيراً لإطلاق الاستغلال التجاري المرتقب قبل نهاية سنة 2026.

يقع ترخيص جرسيف على مساحة شاسعة تبلغ 4,301 كيلومتراً مربعاً، شمال شرق حقل تندرارة. وقد كشفت التحاليل الأولية عن وجود غاز طبيعي بيوجيني في بئر MOU-3، بخصائص قريبة من الغاز المكتشف في الحقول الغربية للمملكة.

لكن على الرغم من وجود الغاز، تظل كميات الاحتياطي المقدّرة محدودة نسبياً، إذ تتراوح ما بين 597 مليون و1.7 مليار متر مكعب، حسب سيناريوهات وضعتها شركة Scorpion Geosciences. هذه الكميات، رغم قابليتها للاستغلال، لا تكفي لدعم مشاريع إنتاج الكهرباء على نطاق واسع.

لذلك، تتجه Predator إلى خيار تسويق الغاز بصيغة الغاز الطبيعي المضغوط (GNC)، باعتباره خياراً اقتصادياً أكثر ملاءمة للصناعات المحلية التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات.

في المقابل، تواجه الشركة تحديات تقنية بسبب طبيعة الصخور الحاضنة للغاز، والتي تتطلب تطبيق تقنيات خاصة لزيادة ضغط الضخ دون تعريض البئر لخطر الانفجار. ولهذا، يتم حالياً تركيب شبكة أنابيب لربط رأس البئر مباشرة بمعدات اختبار السطح التابعة لشركة Itafluids، ما يسمح بتنفيذ التجارب خارج المنصة التقليدية.

وتراهن الشركة على نتائج هذه الاختبارات من أجل إبرام اتفاق شراكة مالية تمكّنها من إطلاق المرحلة الأولى من الإنتاج التجاري، قبل نهاية عام 2026.

في سياق متصل، كانت الشركة قد حفرت بئر MOU-5 بحثاً عن الغاز الحراري، غير أن النتائج لم تكن مُرضية، مما دفعها للتخطيط للقيام بدراسات زلزالية ثلاثية الأبعاد لاستكشاف مواقع بديلة أكثر وعداً.

رغم العقبات التقنية والجيولوجية، تُظهر Predator Oil & Gas عزيمة قوية لتحويل مشروع جرسيف إلى مصدر طاقة محلي مستدام، تماشياً مع تزايد الطلب الوطني على الغاز الصناعي وسعي المغرب لتقليص تبعيته الطاقية للخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى