رئيس مدغشقر يهرب بعد “محاولة اغتيال”.. والعسكريون ينضمون إلى الشارع الغاضب!

الرباط: إستثمار

في تطور دراماتيكي للأزمة السياسية التي تهزّ مدغشقر منذ أسابيع، خرج الرئيس أندريه راجولينا عن صمته ليؤكد أنه في “مكان آمن”، داعيًا إلى “احترام الدستور” كسبيل وحيد لتجاوز الاضطرابات التي تهدد استقرار البلاد، بعد أن انضم عدد من العسكريين إلى صفوف المحتجين المناهضين لحكومته.

وفي كلمة بثها عبر فيسبوك دون أن يكشف عن موقعه، أوضح راجولينا، البالغ من العمر 51 عامًا، أنه نجا من “محاولة اغتيال”، مشددًا على أنه لم يتوقف عن البحث عن حلول سلمية للأزمة، وأنه لا يحمل “ضغينة” لمن وصفهم بالمتورطين في استهدافه، معربًا عن استعداده لـ”حوار وطني شامل للخروج من الوضع الراهن”.

لكنّ الغموض يلفّ مصير الرئيس، إذ أفادت إذاعة “فرنسا الدولية” بأنه غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية متجهة إلى جزيرة “لا ريونيون” رفقة عائلته، قبل أن يتوجه إلى وجهة أخرى مجهولة. تأكيدات المعارضة جاءت سريعة، إذ أعلن زعيمها سيتيني راندرياناسولونيايكو أن “الرئيس غادر فعلاً الأراضي الوطنية”، لافتًا إلى أن موظفي الرئاسة أقروا بذلك.

وفي المقابل، التزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحذر في تعليقه على التطورات، مكتفيًا بالقول من القاهرة: “لا أؤكد شيئًا اليوم، لكننا نتابع الوضع بقلق كبير”.

راجولينا، الذي أعيد انتخابه سنة 2023 في اقتراع قاطعته المعارضة، اتهم “مجموعة من العسكريين والسياسيين” بالتخطيط لاغتياله، مشيرًا إلى أن خطابه أُجّل مرارًا بعد اقتحام جنود مسلحين لمقر التلفزيون الرسمي الذي لم يبثّ كلمته في النهاية.

وحذّر الرئيس من أن استمرار الاضطرابات قد يجرّ البلاد إلى عزلة مالية دولية، مذكّرًا بما حدث عقب انقلاب عام 2009 الذي أوصله إلى السلطة لأول مرة.

مدغشقر، الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، تعيش واحدة من أعنف أزماتها السياسية والاجتماعية منذ سنوات. فحوالي 80% من سكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، فيما قُتل وفق الأمم المتحدة 22 شخصًا منذ اندلاع الاحتجاجات في 25 سبتمبر، بعضهم برصاص قوات الأمن وآخرون في أعمال عنف ونهب.

ورغم تشكيك راجولينا في عدد القتلى، مؤكدًا أن “12 من الضحايا كانوا لصوصًا ومخربين”، إلا أن المراقبين يرون أن البلاد تقف على حافة انفجار سياسي قد يعيدها إلى مربع الفوضى الذي عرفته قبل أكثر من عقد.

هل تعيش مدغشقر مقدمات انقلاب جديد أم بداية حوار وطني ينقذها من الانهيار؟ سؤال يبقى معلقًا بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى