
الخطوط الملكية المغربية تكشف عن خريطة الطريق لتصبح عملاقاً عالمياً في مجال الطيران
الرباط: ريم بنكرة
في إعلان تاريخي كشف عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، النقاب عن خطة طموحة تهدف إلى تحويل الناقل الوطني إلى لاعب عالمي رئيسي، مع توسيع الأسطول من 50 إلى 200 طائرة، وإنشاء محطة جديدة بالدار البيضاء تستوعب 40 مليون مسافر، وتدريب 100 طيار سنوياً عبر الأكاديمية العسكرية الملكية.
جاء هذا الإعلان خلال فعاليات الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي التي تستضيفها الرباط، حيث أكد عدو أن الشركة بدأت فعلياً تنفيذ خطة التطوير بناءً على التوجيهات الملكية السامية لتصبح “رابطاً عالمياً” يربط إفريقيا بأوروبا والأمريكيتين والشرق الأوسط وآسيا.
وأوضح أن الشركة تسلمت أول 12 طائرة هذا العام، ومن المقرر أن تستلم ما بين 12 إلى 15 طائرة سنوياً، مشيراً إلى أن الوصول إلى 200 طائرة سيمكن المغرب من منافسة شركات طيران كبرى مثل إير فرانس.
ولمواجهة التحديات الزمنية المرتبطة باستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، اعتمدت الشركة إستراتيجية مرنة تجمع بين الكراء والاقتناء. وأقر عدو بأن “مشاكل سلاسل التوريد وتأخر التسليم تؤثر على العالم بأسره”، مشيراً إلى أن الشركة بدأت عقود كراء لتغطية احتياجاتها حتى نهاية 2028.
وحول الركائز الأساسية لنجاح هذا التوسع، حدد المسؤول ثلاث ركائز أساسية: الطائرات، والمطارات، والكوادر البشرية. وأعلن عن بدء بناء محطة جديدة في الدار البيضاء ستكون جاهزة بحلول منتصف 2029، وستتحول من استيعاب 14 مليون مسافر حالياً إلى 40 مليون مسافر، مما يجعلها واحدة من أكبر ثلاث محطات في القارة الإفريقية.
أما بالنسبة للكوادر البشرية، فأشار إلى أن جميع الطيارين الجدد يلتحقون بالأكاديمية العسكرية الملكية بمراكش للحصول على تدريب لمدة ثلاث سنوات ونصف، حيث ارتفع عدد الطيارين المدربين من 20-25 سنوياً إلى 100 طيار سنوياً.
وفيما يخص تحدي الوقود المستدام، أقر عدو بأن تكلفته تصل إلى أربعة أضعاف وقود الكيروسين التقليدي، ما سيؤدي حتماً إلى ارتفاع أسعار التذاكر. وأعرب عن اعتقاده بأن أسعار الوقود المستدام ستبقى أعلى من الوقود التقليدي، مما سيسبب تضخماً طفيفاً في أسعار التذاكر.
ورداً على سؤال حول إمكانية إنشاء مصنع لتجميع الطائرات بالمغرب، وصف عدو الأمر بأنه “معقد للغاية” ويتطلب عقوداً من التطوير، مشيراً إلى أن قطاع صناعة الطيران المغربي يحقق حالياً 3 مليارات دولار من رقم المعاملات سنوياً، ومن المتوقع مضاعفته ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث المقبلة.





