الركراكي بين واقعية الخبرة وطموح الشباب: هل يخسر المنتخب رهانه على التجديد؟

الرباط: إستثمار الرياضي

مرة أخرى، يُثير وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، جدلاً واسعاً حول اختياراته التقنية، بعد أن قرر استبعاد المدافع الشاب إسماعيل باعوف من قائمة “الأسود” استعداداً لوديتي الموزمبيق وأوغندا، مفضلاً الاعتماد على الأسماء المخضرمة مثل رومان سايس، جواد اليميق، وآدم ماسينا.

هذا القرار جاء بمثابة رد غير مباشر على الأصوات التي طالبت بمنح الفرصة لجيل كأس العالم للشباب، خاصة بعد الأداء المتميز الذي قدّمه باعوف وزملاؤه في مونديال إندونيسيا. غير أن الركراكي اختار طريقاً آخر، حين قال بوضوح: “لن تفوز بكأس أمم إفريقيا بلاعبين شباب.”

ورغم وجاهة هذا الطرح من زاوية الواقعية، إذ أن البطولة القارية تتطلب خبرة وتجربة في التعامل مع ضغط المباريات والإيقاع العالي للمنافسة، إلا أن التمسك المفرط بالأسماء القديمة يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى قدرة المنتخب على التجديد والتطور المستدام.

فكرة “الاعتماد على الشيوخ” قد تضمن توازناً تكتيكياً مؤقتاً، لكنها تحمل في طياتها خطر الجمود، خصوصاً أن كرة القدم الحديثة أثبتت أن الرهان على الطاقة والحماس الشبابي يمكن أن يصنع الفارق، كما فعلت منتخبات كالمغرب نفسه في مونديال قطر 2022 حين راهن على مزيج من الخبرة والاندفاع.

من جهة أخرى، يقرأ البعض خطوة الركراكي باعتبارها تكتيكاً مرحلياً استعداداً لكأس إفريقيا المقبلة، حيث يسعى المدرب إلى الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة وتفادي المجازفة في مرحلة حساسة. لكن آخرين يرون أن تأجيل إدماج المواهب الشابة قد يؤدي إلى فجوة مستقبلية في صفوف المنتخب، ويفقده عنصر التجديد الذي تحتاجه كل منظومة ناجحة.

بين الواقعية والجرأة، يظل السؤال مطروحاً:
هل يسير الركراكي نحو تحقيق الاستقرار الفني، أم أنه يؤجل ولادة الجيل الجديد الذي ينتظره الجمهور المغربي بشغف؟

في النهاية، قد يكون الرهان على الخبرة خياراً آمناً على المدى القصير، لكنه لن يبني منتخب المستقبل ما لم تُفتح الأبواب أمام باعوف وأمثاله لإثبات الذات في الميادين الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى