الرباط:استثمار
قيام مليشيات البوليساريو بسلوكات استفزازية على مستوى المنطقة العازلة ومحيطها يمثل على الأقل خرقا واضحا ل لقراري مجلس الامن 2414 و 2440.
ونستحضر في هذا الاطار ما خلفه قرار أكتوبر الماضي من آثار الصدمة والجدل في صفوف قيادة البوليساريو بحيث جعل خيار تقرير المصير الذي تنادي به البوليساريو بدون مضمون قانوني ولا سياسي كما انه كشف بالملموس عن عن خيالية سردية الاراضي المحررة،ولذلك فالبوليساريو تحاول أن تتجاوز هذا المعطى لتحقيق حدث إعلامي للاستهلاك الداخلي بادعاء السيطرة على منطقة مهيريز.
ان مناورة البوليساربو هدفها البحث عن مناطق اخرى قريبة من المناطق التي حددها القرار الاممي 2440 بالاسم وهي تفاريتي والبير لحلو و الكركرات بحيث كان القرار المذكور قد حمل إنذارا يتعلق بضرورة الإمتناع عن القيام ببعض الأعمال على مستوى المنطقة العازلة ومحيطها.
ولكن يجب النظر كذلك لمسؤولية الجزائر التي تنطلق مليشيات البوليساريو من فوق اراضيها للقيام باعتداء على الوضع التاريخي والقانوني للمنطقة العازلة رغم القرار الاممي المرجعي الذي تضمن دعوة للجزائر قصد المساهمة بكل مسؤولية كفاعل مباشر.
ونذكر أنه من بين التدابير التي جاء بها القرار الأممي 2440 ضمان احترام اتفاقية وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري 1 و التزام البوليساريو بتجنب القيام بآية أفعال استفزازية او نقل أية هياكل إدارية للمنطقة العازلة ومحيطها،والحالة هاته فإن البوليساريو قد خرقت كل الضوابط و تجاهلت الدعوة الاممية،وهنا يجب على المغرب أن يبعث برسالة لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام يخبره فيها بهذه التحركات وتداعياتها.
هذه التطورات المتعلقة بمسيرة رالي موناكو داكار و بما جرى في منطقة مهيريز و وكذلك بعض الاستعراضات والتوغلات و نقل ما يسمى بالمجمع الإداري للمنطقة إن استمرت ستعصف من جهة بالمناخ الإيجابي الذي بعثته المائدة المستديرة بجنيف بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا ومن جهة اخرى بالسلم و الامن في المنطقة.
محمد بودن باحث في العلوم السياسية