Adds
أخبار

على أبواب العام الثاني من الوباء

عادل الزبيري

يقلقني السؤال حيال توقيت رحيل هذا الوباء؟ فبطاريات التعايش عند البشرية تقترب من نفاذها أو هكذا تبدو إلا أن معدن الجنس البشري أثبت تاريخيا أنه خلق ليتحدى كل الصعاب.

فنحن على أبواب العام الثاني على التوالي من تمرين تعايش صعب جدا مع جائحة فيروس كورونا، يبدو كل شيء فاقدا لذلك المذاق القديم الذي ألفناه أبدا كأن العالم يجري تدميره من أجل إعادة إعماره من جديد، فبعد ليل طويل من الانهيارات، يأتي الصباح مع وعد بإعادة البناء.

أعترف أنني اشتقت لوجوه لم أراها منذ عام كامل وأحن إلى اللقاءات مع الأقران في العاصمة المغربية الرباط وجارتها مدينة سلا.

تغيرت صور كثيرة أمام ناظري، فيما انهارت قناعات قديمة ونبتت في مكانها أخرى جديدة من رحم أزمة تنتج فلسفة جديدة تكتفي بالموجود وتتطلع إلى ما يجود به الزمن ولو بعد حين.

أتوقع أن أزمة جائحة فيروس كورونا ستبصم بضراوة العقد الأول من القرن 21 بينما تعايش البشرية مع فيروس كورونا اضطراريا في أفق العام 2025.

تغيرت قناعات اعتقدت سابقا أنها رواسخ حتى خلت أن الدنيا أصبحت لا تساوي أي شيء أمام عيني وأن الحياة رحلة قصيرة جدا لا تستحق كل هذه الحروب، التي نخوضها يوميا من دون رحمة.

وفرضت الجائحة علينا منطقها، بحرماننا من الأفراح فاشتقت لصوت الزغاريد ولتقديم التهانيووفي المقابل توالت أخبار الرحيل ليتحول الموت إلى قافلة طويلة تتحرك من دون توقف وتقول لنا هل من راكب جديد لقد جاء على الناس زمن لا يشيع حبيبا قريبا ولا يودع صديقا صديقا.

حولنا فيروس كورونا إلى محاصرين اختياريا في بيوتنا وكلما عانقنا حبيبا قريبا، خفنا من إصابته بالعدوى في جسم لعله يخفي أكثر مما يظهر فتنفس الخوف يومي ولا يمكن لأي إنكاره والناس في الخوف شرق وغرب سيان.

لا يمكن إنكار أن كل شيء في زمن فيروس كورونا بلا قيمة لأن الفيروس حرمنا أصدقاء لنا عجزنا عن وداعهم وعن زيارة قبورهم، وعن تقديم العزاء وجها لوجه لأحبتهم.

ففي العام الثاني للتعايش لا يزال باديا مريرا مع جائحة الكورونا، تبزغ بارقة الأمل ولو في نهاية نفق يبدو لا يزال طويلا؛ خطوات للبشرية بثبات صوب تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق أو هكذا يبدو نجاح في لقاح جرى تطويره في عام واحد فقط لم تقم البشرية بهذا من قبل فهل تتحدى البشرية نفسها من جديد لتواصل تعمير كوكب الأرض؟؟؟

يتصارع الكبار حول العالم للخروج بأكبر المكاسب من هذه الجائحة، ف 4 دول من الخمسة الكبار طورت لقاحا واحدا على الأقل ضد فيروس كورونا، وحدها فرنسا تتواجد في خارج السياق الدولي لتطوير اللقاحات.

ففي بيوتنا الصغيرة في مدن العالم، تبقى لنا ملاجئ في عوالم آمنة في مواجهة السلالات المتحورة، أي الجيل الثاني لفيروس كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى