
الهيدروجين الأخضر يُشعل شراكة جديدة بين OCP وبلوم إنرجي.. المغرب يرسّخ ريادته في الاقتصاد الأخضر
الرباط: إستثمار
في سياق تحولات الطاقة العالمية، تتجه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) نحو ترسيخ موقعها كفاعل صناعي مستدام وابتكاري من الطراز العالمي، وذلك من خلال الدخول في مفاوضات متقدمة مع شركة “بلوم إنرجي” الأمريكية، إحدى أبرز الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة وخلايا الوقود.
تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية في وقت يتسارع فيه السباق نحو التحول البيئي وتقليص البصمة الكربونية، خصوصاً من طرف الفاعلين الصناعيين الكبار الذين يدركون أن المستقبل الصناعي مرهون بالنجاح في رهانات الطاقة الخضراء. وفي هذا السياق، تسعى OCP، الرائدة عالمياً في الفوسفاط ومشتقاته، إلى تعزيز شراكاتها الدولية، والولوج إلى تكنولوجيات متقدمة في مجال الهيدروجين الأخضر وخلايا الوقود، وهي مجالات أصبحت تشكّل ركيزة أساسية في الاقتصاد منخفض الانبعاثات.
وتندرج هذه الخطوة ضمن خطة OCP الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2040، من خلال استثمارات تتجاوز 13 مليار دولار بحلول 2027، تشمل تطوير مشاريع ضخمة في الطاقات المتجددة وإنتاج أسمدة ذات بصمة بيئية منخفضة، وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري في مختلف مراحل الإنتاج.
وتشير معطيات إعلامية فرنسية إلى أن المفاوضات مع “بلوم إنرجي” تستهدف إقامة وحدات إنتاج تعتمد على خلايا وقود مبتكرة في المغرب، وهو ما لا يعكس فقط التزام OCP بالتحول البيئي، بل يُمكّن أيضاً من تعزيز تموقع المغرب كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، لاسيما نحو الأسواق الأوروبية والإفريقية التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الطاقات النظيفة.
هذه الدينامية الجديدة تبرز التحول العميق في توجهات OCP، الذي لم يعد يقتصر على تعزيز ريادته في سوق الأسمدة، بل يراهن على أن يصبح لاعباً محورياً في مشهد الطاقة العالمي الجديد، حيث تندمج الاستدامة مع الابتكار في رؤية استراتيجية منسجمة مع أهداف المغرب المناخية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية تنافساً محتدماً حول تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، فإن انخراط مجموعة OCP في هذا المجال يُعدّ مؤشراً قوياً على عزمها استباق التحولات القادمة، وتحويل التحديات البيئية إلى فرص استثمارية وتقنية تعزز من مكانتها العالمية وتدعم التحول الأخضر بالمغرب.





