المسجد الأعظم بسلا… ثلاث سنوات من الإغلاق ووزارة الأوقاف صامتة: أين الخلل؟
الرباط: إدريس بنمسعود
في خطوة لافتة تعكس حالة من القلق الشعبي والتساؤل البرلماني، وجّه النائب محمد عواد، عن حزب التقدم والاشتراكية بمدينة سلا سؤالاً كتابياً إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يستفسر فيه عن الأسباب الكامنة وراء استمرار إغلاق المسجد الأعظم بسلا للعام الثالث توالياً.
ورغم أن السؤال وُجّه قبل حلول شهر رمضان الأخير، إلا أن الواقع لم يتغير، ونحن اليوم على مشارف عيد الأضحى، والمسجد لا يزال موصداً أمام المصلين، دون أن تُقدِّم الوزارة الوصية أي توضيحات شافية للرأي العام.
المسجد الأعظم الكائن في قلب المدينة العتيقة بمقاطعة المريسة، لا يحمل فقط بعداً دينياً، بل يُعدّ رمزاً حضارياً وتاريخياً له دلالات روحية ووطنية عميقة، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 420 هجرية.
وقد تم إغلاقه في شتنبر 2022 بدعوى خطر انهيار محتمل نتيجة أضرار هيكلية، على أن يُعاد فتحه بعد “إصلاح شامل”، وهو ما لم يتحقق إلى حدود الساعة.
ما يثير القلق أكثر، هو الغياب التام للشفافية والتواصل من طرف وزارة الأوقاف بشأن مآل هذا الإصلاح الموعود. فلا جداول زمنية واضحة، ولا تقارير دورية تُطلع السكان على تقدم الأشغال، إن وُجدت فعلاً.
هذا الصمت الرسمي يزيد من الإحباط الشعبي، ويطرح علامات استفهام حول أولويات التدبير العمومي، خصوصاً في ما يتعلق بصيانة التراث الديني والمعماري الذي يُفترض أن يكون محمياً ومفعّلاً لخدمة الساكنة.
ويبدو أن السؤال البرلماني لم يكن فقط استفساراً تقنياً، بل هو في عمقه تعبير عن أزمة ثقة تتفاقم كلما طال الغموض، في وقت تُخصص فيه ميزانيات ضخمة لبرامج إعادة التأهيل، دون أن تترجم نتائجها على أرض الواقع.
فإلى متى يستمر هذا الصمت؟ ومن يملك الجرأة لتقديم أجوبة واضحة وملموسة عن مصير أحد أقدم المساجد بالمغرب؟