إلياس بن صغير في قلب مشروع كونتي الجديد

الرباط: إستثمار الرياضي

في خضم التحضيرات لميركاتو صيفي حاسم، يتجه نادي نابولي الإيطالي نحو رسم ملامح ثورة تكتيكية هادئة تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي، حيث برز اسم الدولي المغربي الشاب إلياس بن صغير كأحد الوجوه المرشحة لتجديد الدماء في الخط الهجومي للفريق.

فبعد موسم محلي وأوروبي باهت، يبدو أن إدارة نابولي، بقيادة المدير الرياضي الجديد جيوفاني مانّا، تتبنى استراتيجية تقوم على المزج بين الشباب والخبرة، مع إعطاء الأولوية لاستقدام لاعبين قادرين على شغل المراكز الحاسمة في المنظومة التكتيكية التي يخطط لها كونتي.

في هذا السياق، سلط موقع “أريا نابولي” الضوء على اهتمام متزايد من مسؤولي نابولي باللاعب المغربي إلياس بن صغير، نجم موناكو الفرنسي، الذي يتمتع بمرونة تكتيكية نادرة، إذ يجيد اللعب على الجناحين وفي مركز صانع الألعاب، وهي خصائص تمنحه الأفضلية في مشروع كونتي الهجومي الذي قد يتخذ شكل 4-3-3 أو 4-2-3-1.

ويمثل بن صغير، وفق المصدر نفسه، خيارًا مفضلًا لاحتلال الجهة اليسرى من الهجوم، خاصة في ظل سعي نابولي لتثبيت البرازيلي نيريس في الرواق الأيمن، مما يعيد تشكيل الأجنحة كأولوية في الميركاتو الحالي. كما أن سرعته في اتخاذ القرار، وجرأته في الثلث الأخير من الملعب، تجعله مرشحًا مثاليًا لخلق التفوق العددي وكسر التكتلات الدفاعية، وهي خصائص يعتبرها كونتي جوهرية في بناء منظومة هجومية أكثر ديناميكية.

وإلى جانب بن صغير، تشمل قائمة اهتمام نابولي كلًا من الكوري الجنوبي لي كانغ-إن، والبرازيلي بايشاو، والكوسوفي إدون زيغروفا، بينما خرج الهولندي نوا لانغ من دائرة الترشيحات لأسباب فنية ومالية.

تحليل الوضع التعاقدي لبن صغير يكشف أيضًا عن فرص حقيقية لإنجاز الصفقة بسلاسة، في ظل مرونة محتملة من طرف ناديه الحالي موناكو، وهو عامل قد يعجّل بحسم الانتقال في حال اتضاح الرؤية التكتيكية للمدرب.

بعيدًا عن الأرقام والإحصائيات، تبرز قصة إلياس بن صغير كوجه جديد للجيل المغربي الصاعد الذي يواصل شد الأنظار في أكبر الدوريات الأوروبية. وإذا ما تمّت الصفقة، فإنها ستشكل خطوة مفصلية في مسيرة لاعب يملك من المؤهلات ما يؤهله ليكون أحد الأعمدة المستقبلية في مشروع نابولي الجديد، الذي يراهن على السرعة، والفعالية، والشخصية داخل الملعب.

يتجاوز اهتمام نابولي ببن صغير مجرد تعاقد تقني، ليعكس رؤية استراتيجية نحو إعادة بناء الفريق على أسس أكثر مرونة وتوازنًا، في وقت يتطلع فيه النادي الجنوبي للعودة إلى واجهة المنافسة محليًا وأوروبيًا، بسلاح الشباب المغربي الطموح.