المغرب يتألق عالميًا: بين الصورة الذهنية المشرفة والرهان على التحول الملموس

الرباط: إستثمار

كشف المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع مؤسسة *Reputation Lab* العالمية، عن نتائج دراسة حديثة تؤكد احتفاظ المغرب بمكانته بين الدول الثلاثين الأكثر احترامًا وتقديرًا على المستوى الدولي، لاسيما في نظر شعوب دول مجموعة السبع وروسيا. وجاء هذا الإعلان خلال ندوة صحفية عُقدت في الرباط، حيث سلط المدير العام للمعهد، محمد توفيق ملين، الضوء على أبرز ملامح هذه الدراسة التي غطت آراء مواطنين من 29 دولة تمتد عبر خمس قارات، مما يعكس اتساع نطاق التقييم مقارنة بالسنوات الماضية.

وترتكز هذه المكانة المشرفة على عدة ركائز، يأتي في مقدمتها الاستقرار السياسي الذي يتمتع به المغرب، والتطور الملحوظ في البنية التحتية، فضلًا عن انخراط المملكة الفاعل في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، إلى جانب دبلوماسيتها المتزنة التي تجمع بين الانفتاح والحكمة. كما أسهمت المبادرات الملكية الرامية إلى ترسيخ “العلامة الوطنية”، تحت قيادة الملك محمد السادس، في تعزيز صورة المغرب كدولة واعدة وموثوقة في المحافل الدولية.

ولم تقتصر الدراسة على المؤشرات التقليدية، بل شملت أيضًا عوامل ناشئة مثل الأثر المتوقع لاستضافة المغرب كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، ومبادرة “المغرب لأجل إفريقيا الأطلسية”، بالإضافة إلى نظرة الرأي العام العالمي نحو المملكة كوجهة سياحية واستثمارية، وكمصدر لمنتجات محلية تلقى قبولًا متزايدًا.

غير أن هذه النتائج الإيجابية لا تمنع من التأكيد على ضرورة تحويل الصورة الذهنية المشرفة إلى إنجازات ملموسة على الأرض. وفي هذا الصدد، دعا ملين إلى تعزيز الإصلاحات في مجالات الحكامة وحقوق الإنسان، وإلى تبني استراتيجية تواصلية أكثر فعالية، تراعي خصوصيات مختلف المناطق وتستثمر في تعزيز المغرب كقوة ناعمة ذات مصداقية عالمية. فالتحدي اليوم لا يكمن في بناء السمعة فقط، بل في ترجمتها إلى واقع يعزز مكانة المملكة كفاعل رئيسي في المشهد الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى