
حلم الغاز المغربي بين الطموح والتعثر.. “آنشوا” ينام تحت أمواج الأطلسي!
الرباط: ناريمان بنمسعود
يبدو أن مسار المغرب نحو التحول إلى قوة غازية واعدة يصطدم بعقبات أكبر مما كان متوقعاً، إذ ما تزال مشاريع التنقيب البحري تراوح مكانها، بينما يتأخر الحسم في قرار تطوير حقل “آنشوا”، الذي يُعد أكبر اكتشاف غازي في تاريخ المملكة باحتياطات تُقدّر بنحو 18 مليار متر مكعب.
ورغم الزخم الذي رافق موجة التراخيص الممنوحة منذ عام 2020 لشركات بريطانية كبرى مثل “شاريوت أويل آند غاز” و**“إس دي إكس إنرجي”**، وتزايد الاهتمام بالسواحل المغربية الغنية بالمؤهلات الجيولوجية، إلا أن وتيرة الأشغال في البحر ظلت بطيئة بشكل لافت.
ويُعتبر حقل “آنشوا”، الذي تتولى شركة “شاريوت” تطويره، محور هذا الجمود. فبعد سلسلة من الدراسات التقنية المتقدمة والوعود بإطلاق المرحلة التجارية في أفق 2025، لا يزال المشروع في انتظار قرار الحسم النهائي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستراتيجية الغازية الوطنية.
وتعزو مصادر في القطاع هذا التعثر إلى تحديات لوجستية ومالية معقدة، من بينها النقص العالمي في منصات وسفن الحفر، وارتفاع التكلفة التشغيلية اليومية، الأمر الذي أربك الجدول الزمني لعدد من المشاريع البحرية وأجّل انطلاقتها إلى أجل غير مسمى.
في ظل هذه العراقيل، يجد المغرب نفسه أمام مفترق طرق: إما تسريع وتيرة قراراته الاستراتيجية لضمان موقعه في سوق الغاز الإقليمي، أو المخاطرة بخسارة فرصة تاريخية كان يُعوّل عليها لتعزيز أمنه الطاقي وتقليص تبعيته للغاز المستورد.





