المغرب يشن حرباً على سموم التجميل.. تفاصيل القرار الذي يمس كل بيت

الرباط: ناريمان بنمسعود

في خطوة وقائية صارمة شنت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية حملة غير مسبوقة ضد أحد أخطر مكونات مستحضرات التجميل التي تهدد صحة المواطنين. فبعد أن كشفت تقارير علمية دولية مخاطر مادة TPO، سارعت السلطات المغربية إلى إغلاق الباب أمام هذه المادة السامة بمنعها بشكل قطعي وكامل من السوق الوطني.

لم يعد الأمر مجرد تحذير بل تحول إلى قرار إلزامي يمنع بأي شكل من الأشكال تسويق أو استيراد أو حتى تصنيع أي منتج تجميل، خاصة طلاء الأظافر ومجموعة “الجل”، إذا كان يحتوي على هذه المادة. وجاء هذا الحظر بعد عملية تقييمية شاملة اعتمدت على أحدث المعطيات العلمية والمعايير الدولية، والتي كشفت النقاب عن خصائص سامة مقلقة للمادة، حيث يعتبر التعرض المتكرر والمستمر لها بمثابة تهديد صحي حقيقي قد يترك آثاراً سلبية على المدى البعيد.

ولم تكتف الوكالة بإصدار القرار، بل وجهت نداء عاجلاً ومباشراً إلى جميع صالونات التجميل وأصحاب المهنة بسحب هذه المنتجات من على أرففهم بشكل فوري وضمان عدم تقديمها للزبائن تحت أي ظرف كان. وفي الجهة المقابلة، ناشدت الوكالة المستهلكين بشكل عام، وخاصة النساء اللواتي يقبلن بكثرة على هذه المنتجات، إلى ضرورة التحول إلى مستهلكين أذكياء، من خلال قراءة مكونات أي منتج قبل شرائه، والتحقق بشكل دقيق من خلوّه من أي مواد محظورة، حرصاً على سلامتهم وسلامة أسرهم.

هذا الإجراء ليس منعزلاً بل هو حلقة في سلسلة متواصلة من الجهود التي تقودها الوكالة المغربية للأدوية ضمن استراتيجية وطنية شاملة للرصد واليقظة الصحية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ ثقافة الوقاية بدلاً من العلاج، وضمان أن تكون كل المنتجات الصحية والتجميلية المتداولة في السوق المغربية مطابقة لأعلى معايير الجودة والأمان العالمي، مما يساهم في حماية الصحة العامة وتوحيد المعايير الوطنية مع التوصيات الدولية الصارمة في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى