البيضاء:استثمار
أكد منظمو المعرض الدولي للنقل واللوجيستيك لإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، الخميس، أن الدورة الثامنة التي ستحتضنها الدار البيضاء ما بين 9 و11 أبريل المقبل، تشكل مناسبة ملائمة لتعزيز موقع المغرب كقطب لوجيستيكي ومنصة تجارية متحركة.
وفي هذا الصدد، أبرز رئيس المعرض علي برادة، خلال ندوة صحفية، أنه “من خلال دورة هذه السنة، التي ستعرف مشاركة فاعلين في قطاع اللوجيستيك من مختلف بلدان العالم، نتطلع إلى تحقيق إشعاع دولي، وتعزيز موقع المغرب كقطب وكقاعدة هامة في ميدان اللوجيستيك بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف أن هذه الدورة، التي تعد أنها ستكون استثنائية وديناميكية، تندرج ضمن هذا الأفق، على اعتبار أنه تم الاشتغال بشكل جيد على تقوية البعد الدولي للمعرض، من خلال احتضان الندوة السنوية للشباك الوحيد المغربي لتبسيط مساطر التجارة الخارجية (بورتنيت)، وأيضا ملتقى منظمة التعاون الإسلامي للنقل واللوجستيك.
وأشار إلى أن المعرض، المنظم تحت شعار “رافعات جديدة لتسريع وتيرة تطوير اللوجستيك والتجارة”، يسعى من خلال استضافة فاعلين ومهنيين من مختلف القارات إلى التعريف بالمؤهلات اللوجيستيكية للمملكة من جهة، وعقد شراكات هامة ومثمرة مع هؤلاء الفاعلين من جهة ثانية.
وتابع أنه يروم، كذلك، التعريف أكثر بقطاع اللوجيستيك، كقطاع يوجد في قلب الأعمال، ويستجيب لتطلعات المهنيين في ما يخص تقديم حلول لوجيستيكية ملموسة، حتى تستطيع المقاولات تحسين تنافسيتها وأدائها العام، مسجلا أن المغرب “حقق خطوات جبارة” في هذا القطاع الذي يساهم ب 5 في المائة من الناتج الوطني الداخلي الخام، ويوفر حوالي 25 ألف منصب شغل.
وذكر السيد برادة أن هذه الدورة ستحتضن، للمرة الأولى، قرية المقاولات الناشئة، لتمكين المقاولين الشباب من ربط علاقات وشراكات مع فاعلين رائدين في القطاع، وتشجيعهم على إدماج اللوجيستيك في استراتيجياتهم وتدبيرهم للمقاولة.
ومن جهته، أشار رئيس قسم الدراسات والتكوين بالمركز الإسلامي لتنمية التجارة، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، السيد مامودو بوكار سال إلى أن المغرب يعد “بلدا منخرطا بقوة في ميدان اللوجيستيك، ويتموقع كقطب مهم للتجارة الخارجية”، معتبرا أنه اعتبارا لهذه المؤهلات، اختارت المنظمة المملكة ومعرض (لوجيسميد) لاحتضان ملتقى النقل واللوجيستيك.
وقال إن الهدف من هذه الخطوة يتمثل في اغتنام فرصة حضور مجموع الفاعلين في سلسلة اللوجيستيك والنقل لبحث سبل مواكبة المغرب لكي يعزيز موقعه داخل فضاء بلدان منظمة التعاون الإسلامي، ومن تم الاستفادة من خبراته ومكانته كقاعدة لوجيستيكية نحو إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وأشاد، في هذا الاتجاه، بالجهود التي يبذلها المغرب لتطوير بنياته التحتية اللوجيستيكية (موانئ، مطارات، شبكات طرقية، طرق سيارة)، علاوة على الممارسات الفضلى في هذا القطاع المهم لكل الأنشطة الاقتصادية، متموقعا بذلك ضمن البلدان العشر الأوائل داخل المنظمة في مجال النقل، مسجلا أن المملكة تحتل، أيضا، الرتبة الثالثة على مستوى المنظمة في ما يتعلق بمؤشر الإنجاز اللوجيستيكي، وراء ماليزيا وتركيا.
وشدد على أن منظمة التعاون الإسلامي تولي أهمية كبرى للقطاع، وتعتبره رافعة أساسية للتنمية والنهوض بالتجارة، مضيفا أنه رغم المجهودات المبذولة من طرف الدول الأعضاء إلا أنه ما يزال هناك الكثير للقيام به، سواء على مستوى البنيات التحتية أو على مستوى التوزيع.
وأبرز أنه بتنظيم ملتقى المنظمة للنقل واللوجيستيك بالمغرب، فإنها تسعى إلى تمتين الروابط الاقتصادية بين الدول الأعضاء ، وتنمية التجارة البينية التي يصل حجمها حاليا إلى 322 مليار دولار.
ومن جهته، أشار المدير العام للشباك الوحيد (بورتنيت) السيد جلال بنحيون إلى أن انعقاد الدورة الخامسة للندوة السنوية لهذا الشباك ضمن فعاليات المعرض يشكل مناسبة للتبادل بخصوص الممارسات الفضلى على المستوى الدولي، وللتعرف على مستجدات المجال الرقمي، للاستفادة من التجارب والحلول الناجحة، وذلك من أجل تدعيم اندماج وتنافسية الاقتصاد الوطني والفاعلين المحليين المرتبطين بعلاقات عمل مع الأسواق الخارجية.
واعتبر أن (لوجيسميد) يعد فرصة لتسليط الضوء على إنجازات المغرب في مجال اللوجيستيك، وتعزيز موقعه كقاعدة تجارية متحركة وقطب لوجيستيكي نحو إفريقيا ومنها، مؤكدا أنه يشكل، أيضا، مناسبة للمقاولات المغربية للتعرف عن قرب على الحلول التي تحتاجها لتطوير تنافسيتها.
فيما أكد مدير العمليات وسلسلة اللوجيستيك بالوكالة المغربية للوجيستيك السيد عبد الكبير الشجعي أن المعرض موعد لا محيد عنه لتجميع مختلف الفاعلين في ميدان اللوجيستيك سنويا، والذي استطاع، يوما بعد يوم، أن يصبح أكثر نضجا وتميزا، بشكل يعكس الدينامية التي يعرفها هذا النشاط على المستوى الوطني.
وأشار إلى أن (لوجيسميد) معرض مرجعي، وهو الأكبر على مستوى إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، المختص في أنشطة اللوجيستيك، والذي يتيح للمهنيين مناقشة مختلف المواضيع الراهنة في هذا المجال، واكتشاف الاتجاهات والممارسات الفضلى في القطاع.
وذكر أن الوكالة ستنظم على هامش المعرض الدورة الرابعة لجوائز المغرب في مجال اللوجستيك، وذلك قصد تتويج أفضل مقاولة تشتغل في قطاع اللوجستيك بالمغرب، والمقاولة الخضراء ذات البعد البيئي والإيكولوجي، وأحسن فاعل مهني في المجال، فضلا عن تخصيص جائزة، للمرة الأولى، لأفضل مقاولة ناشئة في مجال النقل واللوجستيك.
وستعرف دورة هذه السنة مشاركة أزيد من 150 عارضا من داخل وخارج المغرب، يغطون مختلف الأنشطة ومهن سلسلة اللوجيستيك، إلى جانب استقبال أزيد من خمسة آلاف زائر من قطاعات الصناعة والتجارة والتوزيع والخدمات والإدارة والجماعات المحلية.