
دينامية اجتماعية واقتصادية لتعزيز الاستثمار بجهة فاس- مكناس
فاس:استثمار
واصلت جهة فاس-مكناس التي جعلت من التنمية السوسيو-اقتصادية رهانا لها، طوال سنة 2017 تنفيذها لسياسات عمومية قائمة على نموذج تنموي شامل ومستدام.
وبفضل ثرواتها ومواردها الطبيعية والاقتصادية المتنوعة، برمجت الجهة خططا لتعزيز الدينامية الاجتماعية والاقتصادية بهدف تعزيز تنافسيتها وتحسين مساهمتها في الثروة الوطنية.
وهذه الدينامية غير المسبوقة التي عرفتها الجهة، لم تأت عبثا، بل من استراتيجية تعبوية شاملة ساهم فيها ، بشكل رئيسي ، فاعلون على غرار المؤسسات والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين إلى جانب المجتمع المدني.
كما أن هناك عوامل عدة واكبت الطفرة السوسيو-اقتصادية وتوجهات البرامج الاستراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمختلف عمالات وأقاليم الجهة، حيث يظل الاستثمار المنتج أساس التنمية المحلية.
وبحسب المركز الجهوي للاستثمار، فإن هذه الدينامية الجهوية يعززها ما مجموعه 147 مشروعا منها 68 حظيت بالموافقة بغلاف مالي إجمالي يناهز 74، 1 مليار درهم، وذلك خلال النصف الأول من 2017، الذي شهد أيضا إحداث 2082 مقاولة استقطبت نحو 5198 منصب شغل.
وبصرف النظر عن شباك تازة الذي كان نشيطا، فإن نمو عدد المقاولات كان بنسبة 6، 5 في المائة، مع الإشارة إلى الأداء الجيد لهذه المقاولات بكل من عمالة مكناس وإقليم بولمان.
وعلى مستوى القطاعات النشيطة، يأتي قطاع التجارة في مقدمة المقاولات المحدثة، بنسبة 1، 36 في المائة متبوعا بقطاعات الخدمات (6، 35 في المائة)، والبناء والأشغال العمومية (9، 21 في المائة)، والصناعة (2، 2 في المائة)، والفلاحة (1، 2 في المائة).
وباعتبارهم موارد بشرية ذات قيمة عالية في مجال التنمية الاقتصادية للمملكة، أحدث مغاربة المهجر ، بدورهم ، 114 مقاولة خلال الفترة المرجعية المذكورة بجهة فاس-مكناس.
وفي رأي المحللين الاقتصاديين، فإنه من المفيد لاقتصاد الجهة تهيئة مناطق جديدة للأنشطة الاقتصادية تعمل على تحسين الجاذبية. وفي هذا الصدد، يوجد مشروع المنطقة الصناعية عين الشكاك بإقليم صفرو في مرحلة متقدمة، في وقت أطلقت دراسات بشأن مناطق مماثلة جديدة لاسيما بصفرو كذلك وبعمالتي فاس ومكناس، والتي يتوقع أن تخلق ، بعد إحداثها ، حركية على مستوى استقطاب الاستثمار.
وينضاف إلى هذه الأوراش المهيكلة، مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي لعبت دورا محوريا في محاربة الهشاشة والفوارق بين أقاليم الجهة.
فبعد حصيلة إيجابية للسنوات ال12 الأولى للمبادرة والتي تميزت بإنجاز مئات المشاريع ذات الطابع السوسيو-اقتصادي والثقافي والرياضي بكامل تراب الجهة، اكتست المشاريع المبرمجة هذه السنة ميزة خاصة، حيث استهدفت الساكنة التي تعيش ظروفا صعبة وفي مناطق نائية.
وكانت حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 2017 إيجابية سواء في عمالتي فاس ومكناس أو في أقاليم صفرو وبولمان ومولاي يعقوب وإفران والحاجب وتازة وتاونات.
وهكذا، أطلقت مئات المشاريع إن في إطار برامج محاربة الفقر في العالم القروي، ومحاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، ومحاربة الهشاشة، أو في إطار البرامج الأفقية وتلك التي تهم تأهيل المجال.
ومكن الدعم الذي قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخصوص الأنشطة المدرة للدخل، من تحقيق الاستقلال الذاتي لآلاف الأشخاص. واستهدف هذا الدعم الفئات الاجتماعية الأكثر تهميشا وكذا حاملي المشاريع، لاسيما الشباب العاطل، ومن هم في وضعية صعبة، والنساء في وضعية هشاشة وتهميش، والأشخاص من ذوي إعاقة أو الأشخاص المعوزين الحاملين لمشاريع محفزة وقادرة على التطور.
وينتظر أن تتعزز الجهة بمبادرة للتنمية المستدامة، وتتمثل في منطقة اقتصادية مرتقبة بفاس تضم أنشطة متنوعة من قبيل صناعة الطيران وصناعة السيارات والفلاحة والصحة والثقافة والطاقات المتجددة وقطاع البناء والأشغال العمومية والتكوين المهني.





