
على مستوى الجهاز الهضمي.. إجراء أول عملية جراحية في المغرب باستخدام تقنية الجراحة الروبوتية
الرباط: ناريمان بنمسعود
شهد مستشفى الشيخ خليفة الجامعي الدولي بالدار البيضاء، صباح يوم الخميس 24 يوليو 2025، إجراء أول عملية جراحية في المغرب باستخدام تقنية الجراحة الروبوتية على مستوى الجهاز الهضمي، تحديدًا إزالة ورم في المستقيم، وهو إنجاز طبي غير مسبوق على الصعيد الوطني يُعد سابقة في تاريخ المؤسسة الاستشفائية.
هذه العملية تم تنفيذها باستخدام نظام روبوتي متطور يُتيح للطبيب الجراح التحكم عن بُعد في الأدوات الجراحية عبر لوحة تحكم مزودة برؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، ما يوفر دقة فائقة في الحركة ووضوحًا أكبر في الرؤية، إلى جانب تقليص حجم التدخل الجراحي وتحسين راحة الجراح والمريض على حد سواء.
ويبرز هذا التطور التحول النوعي في مسار تحديث البنية التحتية الصحية بالمغرب، إذ تقدم مستشفى الشيخ خليفة على مستوى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في العمليات الجراحية، سابقًا في جراحة المسالك البولية، والآن توسع لتشمل الجهاز الهضمي.
وأكد خالد صاير، المدير العام لموقع الدار البيضاء التابع لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، أن هذا الإنجاز يعكس التزام المؤسسة بتوفير أحدث التقنيات الطبية وتطوير الخبرات المحلية، مشيرًا إلى أن الفريق الطبي أصبح الآن لديه الاستمرارية والخبرة لإجراء هذه العمليات بسلاسة دون الحاجة المستمرة لمرافقة خبراء أجانب.
وأوضح أن الجراحة الروبوتية تمنح مزايا كبيرة، من بينها تقليل النزيف، حماية الأنسجة الحيوية، تقصير فترة الاستشفاء، وتخفيف الآلام، مما يؤدي إلى عودة أسرع للمريض إلى نشاطه الطبيعي.
من جانبه، أشار الدكتور المهدي شكري، أخصائي جراحة الجهاز الهضمي بمعهد محمد السادس للعلوم والصحة، إلى أن تقنية الروبوت تُستخدم دوليًا منذ أكثر من 20 عامًا، وتم إدخالها حديثًا إلى المغرب بفضل الدعم المؤسسي، مع تأكيده أن الجراح هو المتحكم الكامل في العملية وليس الروبوت ذاته، مشيرًا إلى تمكن الفريق الطبي من إجراء عمليات دقيقة ومعقدة كانت مستحيلة سابقًا باستخدام الطرق التقليدية.
على الرغم من فوائد التقنية الروبوتية العديدة، فإن تكلفتها المرتفعة تعد تحديًا رئيسيًا، حيث إن الأجهزة المستخدمة ليست مغطاة بشكل كامل من طرف التغطية الصحية والتأمين، ما يفرض جهودًا مستمرة لضمان تعميم هذه التكنولوجيا وتوفيرها لشريحة أوسع من المرضى في المغرب، وفق تصريحات خالد صاير الذي يرأس الجمعية المغربية للروبوت في الصحة.
ويمثل دخول الروبوت الجراحي إلى مستشفيات مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة خطوة نوعية في تطوير الرعاية الصحية بالمغرب، وتأكيدًا على قدرة الكفاءات الطبية الوطنية على مواكبة أحدث التقنيات العالمية في مجال الطب والجراحة.
هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسلة من التطورات التي شهدها القطاع الطبي المغربي، ويعد نقلة نوعية تفتح آفاقًا واعدة لتحسين جودة الخدمات الصحية وجعل الجراحة الدقيقة في متناول المرضى المغاربة على اختلاف تخصصاتهم، مع أولوية خاصة لحالات الجهاز الهضمي التي تتطلب دقة عالية بسبب تعقيد التشريح في مثل هذه المناطق.