الرباط تُسرّع وتيرة استعداداتها لكأس إفريقيا 2025 بإطلاق برنامج تكويني ضخم لرفع كفاءة مهنيي الفنادق

الرباط,: نارمان بنمسعود

في خطوة تعكس حجم الرهان السياحي والاقتصادي الذي تمثله كأس إفريقيا للأمم 2025، أعلن المجلس الجهوي للسياحة بجهة الرباط–سلا–القنيطرة، بشراكة مع الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية وبدعم من ولاية الجهة، عن إطلاق برنامج تكويني متكامل موجّه لمهنيي القطاع الفندقي، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات وتعزيز جاهزية العاصمة لاحتضان واحد من أكبر الأحداث الرياضية القارية.

ويمتد البرنامج من 4 إلى 11 دجنبر، ويتوزع على وحدات تكوينية عملية تغطي مختلف الجوانب المرتبطة بالاستقبال، وإدارة المخاطر، والتدبير الفندقي، ومعايير النظافة والسلامة الغذائية. ويأتي هذا المسار التدريبي ليكرس مكانة الرباط كمدينة قادرة على تلبية أعلى المعايير الدولية في مجال الضيافة، خاصة مع حجم الوفود والمشجعين والصحافيين المرتقب وفودهم خلال البطولة.

وتستهل الدورة التكوينية يوم 4 دجنبر بوحدة موجهة لفنّيات الاستقبال وخدمات العناية بالزبناء، مع تركيز خاص على التعامل مع الفرق المشاركة والوفود الرسمية ومتطلبات السياحة الرياضية. أما يوم 5 دجنبر فيخصص لتعزيز الوعي بإجراءات سلامة الأشخاص والممتلكات، بما يشمل الالتزامات القانونية وميكانيزمات إدارة المخاطر، لضمان فضاءات آمنة داخل المؤسسات السياحية.

ويعود البرنامج في 9 دجنبر إلى جانب التدبير الفندقي، من خلال محور يشمل الرقابة والتفتيش ومعايير الجودة وتنظيم سير العمل، إضافة إلى أساليب التعامل مع ضغط الزوار خلال الفترات التي تشهد حركة مرتفعة.

وفي 10 دجنبر، تُختتم الدورة الأولى بوحدة حول معايير النظافة الصحية HACCP، مع تطبيقات عملية تساعد العاملين على الالتزام الصارم بضوابط سلامة الأغذية، خاصة في سياق المناسبات الكبرى التي تتطلب أعلى درجات اليقظة المهنية.

أما الدورة الثانية التي تُعقد يوم 11 دجنبر، فتأتي بصيغة أوسع لتعميم التكوين على عدد أكبر من المؤسسات الفندقية، وتبادل أفضل الممارسات بين الفاعلين، بما يساهم في ترسيخ ثقافة الجودة والتحسين المستمر داخل الجهة.

وأكد مهدي حميدة بنشقرون، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، أن هذا البرنامج “يعكس إرادتنا الجماعية في تقديم تجربة استثنائية تليق بمكانة البطولة وبدور الرباط كعاصمة ذات إشعاع عالمي”، مضيفًا أن المدينة تستعد لتكون في قلب الاهتمام القاري والدولي من خلال خدمات احترافية وبيئة استقبال متميزة.

ومن جهته، شدد جابر بنداود، رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية، على أن “القطاع الفندقي بالرباط معبّأ بكل مكوناته لمواكبة حدث بهذا الحجم، وتطوير مهارات العاملين هو استثمار مباشر في جودة التجربة التي سنقدمها للزوار”.

ويؤكد هذا البرنامج التكويني التزام مختلف المؤسسات الجهوية برفع جاهزية العاصمة لاحتضان مباريات البطولة، خاصة أن الرباط ستستقبل أكثر من ثلث مباريات دور المجموعات، إلى جانب مباريات حاسمة كدور الثمن والربع والنصف، قبل احتضان النهائي المرتقب في 18 يناير بملعب الأمير مولاي عبد الله. وهو ما يجعل من المدينة محورًا استراتيجيًا لحركة السياح والإعلام الدولي، ومعبرًا لتحقيق مكاسب اقتصادية وتعزيز صورة المغرب كوجهة قادرة على تنظيم كبريات التظاهرات القارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى