المغرب في كأس العالم 2026: هل تتحقق نبوءة البرازيل بتكرار الإنجاز التاريخي؟

الرباط: إستثمار الرياضي

تتجه أنظار المحللين والجماهير نحو النسخة القادمة من كأس العالم، حيث أطلقت وسائل إعلام برازيلية نبوءة مثيرة للجدل، تتنبأ بتأهل المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في محاولة لتكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه في مونديال قطر 2022. هذه التكهنات تفتح الباب أمام تحليل مقارن بين واقعية التوقعات وطبيعة التحديات التي تنتظر “الأسود”.

من قطر إلى أمريكا: مقارنة السياق والتحديات
يستند التوقع البرازيلي جزئياًإلى الإرث النفسي والإنجازي الذي بناه المغرب في قطر، حيث تجاوز حدود المتوقع بفضل خط دفاعي منيع، وروح جماعية استثنائية، وقدرة تكتيكية عالية للمدرب وليد الركراكي. ومع ذلك، فإن مقارنة المسارين توضح فروقاً جوهرية:

· عنصر المفاجأة: في قطر، كان المغرب تحت الرادار نسبياً، مما منحه ميزة المفاجأة. في 2026، سيدخل البطولة كأحد الفرق التي يُخشى منها، وسيكون محل دراسة دقيقة من كل الخصوم، مما يزيد صعوبة تحقيق المفاجآت المتتالية.

عبء التوقعات: تحول الفريق من مُطارد إلى مطارَد. الضغط النفسي للدفاع عن مركزه بين النخبة العالمية، وتحقيق توقعات جماهيره والعالم، سيكون تحديًا مختلفًا تمامًا عن تحدي كسر الحواجز.

تطور الجيل: سيعتمد الفريق على جيل جديد أو جيل مخضرم في مرحلة مختلفة. القدرة على إعادة إنتاج نفس الكيماء الجماعية والانضباط التكتيكي مع تجديد دموي معين ستكون اختباراً حقيقياً لفريق التسيير والتقنيين.

تحليل المسار المتوقع: بين الورقة والملعب
ترسم التوقعات البرازيلية مساراًمثالياً يشبه “سيناريو الحلم”:

1. دور المجموعات (المجموعة الثالثة): يتوقع تأهل البرازيل (المرشح التقليدي)، والمغرب، واسكتلندا، مع إقصاء هايتي. هذا السيناريو واقعي إلى حد كبير، حيث سيأمل المغرب في حسم مركزه الثاني أو حتى منافسة البرازيل على الصدارة، مع التركيز على تفادي مفاجآت غير محسوبة من اسكتلندا الصلبة أو هايتي.
2. دور الـ16: مواجهة اليابان. ستكون هذه مباراة محورية بين فلسفتين تكتيكيتين دقيقتين. سيملك المغرب الخبرة العالمية والصلابة الدفاعية، بينما تتميز اليابان بالسرعة والتنظيم الهجومي. التوقع بفوز المغرب وارد، ولكنه ليس مضموناً بأي حال، وستكون التفاصيل هي الحكم.
3. دور الـ8: مواجهة كندا المتوقعة. ستكون فرصة كبيرة للمغرب للتأهل، نظراً للفارق الواضح في الخبرة العالمية والعمق الفني لصالح “الأسود”. ومع ذلك، لا يمكن الاستهانة بأي فريق يصل إلى هذا الدور.

خلاصة: بين الطموح والواقع
النبوءة البرازيلية،رغم إثارتها، تضع المغرب في موقع تحدي أكبر مما تظن. إنها تكريم للإنجاز السابق، ولكنها في الوقت نفسه تزيد من سقف التوقعات. الطريق إلى المربع الذهبي سيكون محفوفاً بالمخاطر أكثر من ذي قبل، وسيتطلب:

· استقراراً إدارياً وتقنياً للحفاظ على المناخ الذي أفرز الإنجاز.
· تطويراً للعمق الهجومي لموازنة القوة الدفاعية الأسطورية.
· تعاملاً ذكياً مع ضغط التوقعات المرتفعة، محلياً ودولياً.

باختصار، بينما تمنح توقعات الإعلام البرازيلي المنتخب المغربي شرعية جديدة كلاعب دائم في المقدمة العالمية، فإنها تذكرنا بأن صناعة المعجزات في كرة القدم تصبح أكثر صعوبة عندما يتوقعها الجميع. أمريكا 2026 ستكون امتحاناً حقيقياً لاستمرارية المشروع المغربي، وليس مجرد محاولة لتكرار لحظة تاريخية عابرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى