لقاء دراسي بالداخلة حول البعد التنموي للمواقع الأثرية بالأقاليم الجنوبية
الداخلة :استثمار
شكل موضوع “المواقع الأثرية بالأقاليم الجنوبية بين البحث العلمي والبعد التنموي” محور لقاء دراسي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية الثلاث بالأقاليم الجنوبية، مساء السبت، بمدينة الداخلة.
وبحث هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب و المجلس الإقليمي لأوسرد وجمعية “الطبيعة مبادرة” ومؤسسات أخرى، مواضيع تهم “التراث الثقافي والطبيعي بإقليم أوسرد: بني البحث العلمي وسبل التثمين”، والتراث الأثري بالجهات الجنوبية الثلاث وآفاق المحافظة ورد الاعتبار”، و”التراث الأثري بين الحماية المؤسساتية والقانونية ومخططات التنمية الجهوية”.
وأبرز النائب الأول لرئيس جهة الداخلة – وادي الذهب، محمد الأغظف أهل بابا، في كلمة بالمناسبة، العلاقة الوطيدة بين البحث العلمي والتنمية، خاصة في مجال الاهتمام بالتراث الثقافي الذي ينبغي تثمينه باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق تنمية متوازنة ومندمجة، لاسيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة التي تزخر بتراث ثقافي غني ومتنوع بصنفيه المادي واللامادي.
وأوضح أهل بابا أن حماية الموارد الحضارية والثقافية والطبيعية المميزة لجهة الداخلة – وادي الذهب والحفاظ عليها لم تعد كافية، بل يتوجب التفكير في سبل تحقيق استدامة هذه الموارد على المدى البعيد والاستفادة منها اقتصاديا، لكونها ثروة وطنية لكل الأجيال ولأنها عامل جذب رئيسي للسياحة.
وأشار إلى أن تثمين هذا الموروث الثقافي والتاريخي بشكل عقلاني ومستدام سيتيح في آن واحد تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على سلامة الثقافة المحلية في مختلف تجلياتها، وصيانة المجالات الإيكولوجية والأركيولوجية والتنوع البيولوجي المميز لهذه الجهة.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة – أوسرد، محمد لمين السملالي، إن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية تولي أهمية كبرى للحفاظ على المواقع الأثرية بالأقاليم الجنوبية، التي تعود لحقب وحضارات مختلفة وتتواجد بكثافة بالمنطقة، مما يجعل منها متحف مفتوحا.
وأكد السملالي أن هذا التراث ينبغي الاهتمام به وصيانته، من خلال وضع مخططات تنموية تستحضر قيمته التاريخية والعلمية، داعيا إلى تضافر جهود جميع المؤسسات والهيئات من أجل المحافظة والنهوض بهذا الإرث الثقافي.
وبدوره، أكد رئيس المجلس الإقليمي لأوسرد، الشيخ بنان، أن المجلس منخرط بقوة في الشراكة التي تجمعه بعدد من الهيئات والمؤسسات من أجل الحفاظ على المواقع الأثرية.
وأضاف بنان أن المجلس الإقليمي لأوسرد قام، في هذا الصدد، بتمويل اتفاقية جرد التراث الثقافي والطبيعي بإقليم أوسرد، على مدى أربع سنوات، وضمت كلا من وزارة الثقافة وجمعية “الطبيعة مبادرة” والجمعية المغربية للفن الصخري.
ومن جهته، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة الداخلة – وادي الذهب، السيد مامون البخاري، أن المناطق الجنوبية للمملكة توفر مجموعة هائلة من النقوش الصخرية والمدافن الجنائزية، يمكن اعتبارها مصادر بديلة ومهمة جدا في كتابة تاريخ المنطقة، حيث تقل أو تنعدم الأبحاث الأركيولوجية والمصادر التاريخية.
وأشار البخاري إلى أن المكون الثقافي من برامج التنمية المندمجة بجهة الداخلة – وادي الذهب يضم، على الخصوص، برنامجين يتعلقان بحماية المواقع الأثرية، ويشملان تسجيل عدة مواقع أثرية بإقليمي أوسرد ووادي الذهب في السجل الوطني للآثار، وبناء محافظة للنقوش الصخرية ببئر كندوز.
وعرف هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، تكريم السيد عبد الله العلوي، مدير التراث الثقافي سابقا، والباحث في التراث الأركيولوجي للحقبة ما قبل التاريخية بالمغرب، والحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم ما قبل التاريخ من جامعة بروفونس- إكس مارسيليا بفرنسا.