قهيوة مع الشاعرة والممثلة سعيدة الكبير : نشأت في أسرة مثقفة ولا زلنا نعاني التحقير والاستغلال من شركات الإنتاج

 


استثمار: حميد محدوت

ترعرعت الشاعرة والممثلة سعيدة الكبير بمنطقة أسلالو دوار آيت يحيى أوعيسى بجماعة والماس إقليم الخميسات، ومن الجبل انتقلت إلى مركز والماس و عمرها 6 سنوات.. درست القسم الأول من التعليم الابتدائي بمدينة مكناس، وكان وجودها بهذه المدينة كأنه “سجن”، على اعتبار أنها فصلت عن والدتها ولغتها الأم الأمازيغية التي لا تنطق غيرها…
وبعد إصرار منها، عادت لتتابع دراستها بوالماس في حضن والدتها وباقي الإخوة حيث درست الإعدادي والثانوي، وبعدها انتقلت إلى مدينة الخميسات وحصلت على دبلوم التكنولوجيا التطبيقية، وعند التخرج تم توظيفها كتقنية بعمالة إقليم الخميسات.

تقول سعيدة الكبيرة في لحظة بوح لموقع “استثمار”: منذ وجودي برحم والدتي وأنا أستمتع بالشعر لكون والدتي شاعرة و والدي أيضا، وكذلك الجدة من والدتي وجل إخوتي… لم يكن بيتنا يخلو من جلسات الشعر حيث كان أحد إخوتي يتواصل مع والدي بالشعر، كما نشأت بين أسرة مثقفة، فبيتنا لم يكن يخلو من الكتب وتمكنت من قراءة العديد، وأول كتاب كان تحت عنوان “”ماجدولين ” للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي، ثم “الأيام” لطه حسين، وكنت معجبة جدا بالكاتبة نوال السعداوي، كما أنني تأثرت كثيرا بقصائد أختي المحامية إيزا الكبير التي بدأت الكتابة في سن مبكر بالابتدائي، وهذا يدل على أن موهبة الشعر كانت في “جينات” أسرتي، وهكذا بدأت كتابة الشعر عندما شعرت بالاكتئاب بعدما فقدت ابنتي التي كانت تبلغ ستة أشهر في رحمي، وكان ارتباطي بها قويا مما جعل فقدانها صدمة كبيرة جعلتني طريحة الصمت والكتابة ، وكنت أبلغ آنذاك 34 سنة، لكن انطلاقتي الحقيقية كانت سنة 2010، وفي سنة 2015 صدر لي ديوان تحت عنوان ifTTujn n waman باللغة الأمازيغية، وبعدها ديوان إلكتروني في السنة الماضية تحت عنوان “”وحيدة والرصيف “” يحمل مجموعة من قصائد الهايكو …

واستطردت المتحدثة نفسها قائلة: لا يمكن تصنيف نفسي في لون واحد، فأنا متعددة الكتابات، حيث أكتب الزجل، والهايكو، قصيدة النثر، وأحيانا القصة القصيرة جدا، أما فيما يخص القصيدة الأمازيغية فأظن أنني مابين الكلاسيكي والحديث، بمعنى آخر القصيدة العالمة التي تحمل بين طياتها الأسطورة والفلسفة على سبيل المثال قصيدة ” tcm3it “” التي صنفها صديقي احميدة بلبالي الزجال ومهندس القصيدة الزجلية بأنها قصيدة مختلفة تثير نوعا متمردا وجديدا عما تعودناه عن كتابة الشمعة، وهناك قصيدة “” imurag n fazaz “” التي وظفت من خلالها أسطورة سيزيف العالمية. والواقع أن الذي يدفعني للشعر هو التمرد والقلق الوجودي أحيانا.
فمنذ شبابي وحلم التمثيل يراودني بعد الغناء، لكن شاء القدر أن يتحقق الحلم وأدخل المجال سنة 2015 بعدما حققت الحركة الأمازيغية عدة مكاسب بفضل جهودها، ومنها إحداث قناة أمازيغية مما أعطى الفرصة للعديد من الطاقات للدخول في مجال الصورة فكنت من ضمن هؤلاء .
وبما أننا لا زلنا في البداية على العموم فالقناة تقدم أحيانا أعمالا درامية جيدة أفضل بكثير من القنوات الأخرى، إلا أننا لا زلنا نعاني التحقير والاستغلال من شركات الإنتاج فيما يخص الأجر الذي نتقضاه كممثلين، كما هناك ممثلين غير ناطقين باللغة الأمازيغية يقتحمون هذا المجال, باعتبارهم لديهم تجارب في هذا الميدان باللغة العربية، وللأسف لا أرى أنهم يقدمون شيئا إضافيا وإنما يتعثرون في النطق والتمثيل ويجب إعادة النظر، لأن العديد من المشاهدين يرفضون ذلك، وأتمنى من الحركة الأمازيغية أن تقوم بربورطاج حول هذه الظاهرة مع المشاهد الأمازيغي للتأكد مما أصرح به، ولقد أشرت إلى الحركة الأمازيغية لأنها بالفعل بذلت جهدا كبيرا وناضلت بالغالي والنفيس لتحقيق هذه المكاسب فبضلها أتيحت لنا فرصة الظهور في هذا المجال.
وختمت حديثها قائلة: باقة شكر وتقدير على برنامجكم “”قهيوة مع فنان “” الذي أتاح لي فرصة التحدث عن تجربتي والتواصل مع المهتمين بشأن الكتابة والتمثيل بالأمازيغية، وأوجه كلمتي إلى الحركة الأمازيغية دائما لكون أننا من خلالها نحن اقتحمنا هذا المجال وأتيحت لنا الفرصة، تابعوا برامج القناة الأمازيغية إنها ثمرة مجهوداتكم ولكم مني أزكى التحيات….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى